بقلم : نرمين الحوطي
تلك هي الدنيا! عفوا ليس من طبيعتي أن أبدل على مدار يومي الأقنعة، فتارة أصطنع وجه الكذب لتسيير أموري، وفجأة أقوم بانتزاعه وأصبح فارسا ينادي بالحق والصدق للإصلاح!
ولا أعلم كيف ببعض البشر يرتدون تلك الأقنعة ويقومون بتبديلها في نفس الوقت بجدارة فائقة في التمثيل والإقناع! هل هؤلاء ببشر طبيعيين؟ وما هي بذرتهم؟ وما نوعية شخوصهم؟
علامات استفهام كثيرة تسأل عن تلك النوعية التي تبدل حالها في ثوان بل أقل من الثواني؟ تارة تجدهم بملمس حريري متلون بالطيبة يستغيث من الظلم الواقع عليه، مطالبا بالنجدة إلى أن تصدقه وتقتنع بل يصل بك الأمر إلى أنك تستعد لتبذل كل طاقتك ووقتك ومالك من أجل مساعدته، وتعطف عليه وتقف بجانبه بكل ما أعطاك الله من نعم، وفجأة وبعد أن يصل إلى غايته منك يسقط ذلك القناع، وتجد نفسك أمام قوة شريرة تحمل الكثير والعديد من الصور الشيطانية: الشر، الكذب، النفاق، الاستغلال، الحقد.. وغيرها من الصور، وتقف ليس بخائف بل مندهش وتسأل: هل أنت من كنت أقف بجانبك من ساعات قليلة؟
سحقا من تلك الأقنعة، للأسف أصبحت تلك الشخوص في مجتمعنا كثيرة وليست بقليلة من أجل ماذا؟ ليست من أجل المصلحة العامة! بل من أجل الذات. نعم أصبح العديد لا يهتم بالصالح العام! أصبح الكثير يعيش من أجل مبدأ واحد ويعيش من أجله وهو: أنا ومن بعدي الطوفان.
ذلك القانون الذي أصبح الأغلبية يتعايشون من خلاله، وأصبحت الأقنعة تتبدل على مدار الـ 24 ساعة من أجل البقاء للذات لا للعام، والسؤال الذي يطرح نفسه من أي تربة أنشئت تلك الأقنعة لتلك الشخوص؟
٭ مسك الختام: اللهم أحسن خاتمتنا.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/01/19-01-2023/18.pdf