د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الدكتورة نرمين الحوطى تقدم وثيقة تعريفية وتأريخية للمرأة فى المسرح الإماراتى

 الدكتورة نرمين الحوطى تقدم وثيقة تعريفية وتأريخية للمرأة فى المسرح الإماراتى




صحيفة اليوم السابع المصرية - أحمد طنطاوي 

 
 
 
صورة تشريحية نقدية أخرى تقدمها الناقدة الكويتية نرمین الحوطى للمسرح فى الخليج العربى، من خلال إضاءة صورة المرأة فى هذا المسرح. متخذة من إبداع الكاتب إسماعيل عبد الله فى دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا، حيث تقدم الناقدة رؤية نقدية بالغة الأهمية للقراء العرب والمستشرقين، فى دراستها الجديدة "المرأة فى مسرح إسماعيل عبد الله".

وقد اختارت الناقدة إضاءة أكثر القضايا الثقافية حساسية فى مجتمعاتنا العربية، وهى قضية المرأة، صحيح أن المرأة تبوأت فى المنطقة العربية عامة والخليج العربى خاصة مكانة جديدة وجدية وقفت بها جنبا إلى جنب مع الرجل فى تحمل المسئولية العامة والتصدى للهم الوطنى، الأمر الذى يشير بوضوح إلى حجم التطور فى أوضاع المجتمعات التى كانت تتسم حتى وقت قريب بثقافة محافظة، إلا أن الأمر قد لا يكون بهذا الوضوح فى الأعمال الإبداعية التى لا يزال بعضها يعكس صورة سلبية عن المرأة العربية.

وتؤكد الدكتورة نرمين فى دراستها الجديدة التأثير الكبير الذى تتسم بها الصورة المعكوسة عن المرأة فى الأعمال الإبداعية على صورتها الذهنية المركوزة لدى المتلقى، من حيث تسرب هذه الصورة إلى وجدانه وتنطبع لديه بشكل غير قابلة للتغيير بسهولة، ما يعنى أن المبدعين مطالبون برسم ما هو إيجابى ليس فقط فى قضايا المرأة وما يتعلق بها، ولكن فى تناول كافة أركان المشهد لمجتمعاتنا للمساعدة على إحداث التغيير المنشود للأفضل، فالفن والإبداع مطالب بتقدیم نماذج إیجابیة یمكن للنساء الاقتداء بھا، ليتمكن من الفھم الصحیح لمكانتھن ودورھن فى مجتمعاتهن.


وترى الناقدة أن الدراسات النقدية التى تتناول المرأة فى الأعمال الإبداعية العربية ليست بالحجم ولا الدقة المطلوبين، وأن هذا المجال مازال بكرا ويتطلب العديد من الأعمال التي تتناوله من زوايا عدة، خاصة في المسرح. وذلك لعلاج الفقر الشديد الذى يتناول هذا النمط من الدراسات وما يفرضه شح التناول من عتمة وغموض على مكانة ودور المرأة وحقيقة وضعها وما يجب أن تكون عليه.

ومن خلال بانوراما تأصيلية مستندة إلى التاريخ ناقشت الناقدة المصطلح المعنى بمسرح المرأة، والذى له مسميات مختلفة، منها "مسرح نصرة المرأة"، "المسرح النسائي"، لتؤكد تاريخية وقدم وجود هذا المسرح عبر العصور بدءا من المسرح الاغریقي، والمسرح الرمانى القدیم، مرورا بمسرح العصور الوسطى، ثم المسرح العالمي، والمسرح العربي، وصولا إلى المسرح فى منطقة الخلیج، لكن كان من المناسب للناقدة أن تبدأ هذه البانوراما ـ بالقدر الكافى ـ بالمسرح في مصر القديمة، حيث من المعروف أن المصريين القدماء هم من ابتكروا المسرح وفنون أخرى، إن فالمسرح المصرى أقدم كثيرا من المسرح الإغريقى، حتى وإن كان مسرحا دينيا، وكانت للمرأة المصرية وجود مؤكد فيه وفى سائر أنشطة الحياة، فالثقافة المصرية القديمة لم تتعامل مع المرأة إلا بذات الندية التى تعاملت بها مع الرجل، صحيح أنه لا يمكن تقييم المسرح المصرى القديم بالمسرح الحديث، وصحيح أيضا أن الصبغة الدينية للمسرح فى مصر كانت سببا في انقطاعه باندثار الديانة المصرية القديمة، وهو سبب استمرار مسارح الحضارات الأخرى التى انخلع فيها المسرح عن الدين، إلا أن هذا المسرح (المسرح المصرى) قدّم قيما عامة مشتركة بين بنى البشر، وكانت الشعائر الدينية المصرية ذات نمط درامى واضح، وكان حضور المراة فيه شديد القوة، وحسبنا مثالا على ذلك أسطورة إيزيس (الزوجة) وأوزوريس (الزوج).

ثم قدمت الناقدة صورة تشريحية دقيقة للمرأة فى المسرح الإماراتى (مسرح إسماعیل عبد الله) وتضمن عدة عناوین فرعیة عرضت أولھا بتعريف للمؤلف إسماعیل عبد الله المسرحى والإعلامى الإماراتي. المولود فى 15 نوفمبر 1963، والحصل على بكالوريوس القانون والإدارة العامة جامعة الإمارات عام 1985م، والذى تولى شئون المسرح في الإمارات العربية المتحدة وأسس  فرقة مسرح خورفكان الشعبى 1979، والمسرح الحر بجامعة الإمارات عام 1981، كما ساهم في تأسيس مسرح الطليعة بخورفكان 1986م وفازت مسرحيته "رحل النهار" بجائزة الدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربى فى مدينة الدار البيضاء بالمغرب، ثم قدمت تحلیلات لنماذج من مسرحیاته، ركزت فيها على: دلالات اختیار العنوان وأسماء الشخوص، والبنى النصیة والدرامية، وسمات الكتابة بین المشھدیة، والفرجة، والتحریض، والمسرحة، وتوظيف الموروث الشعبى، والعلاقات الزمانیة والمكانیة، إضافة الى ملامح التأویل والترمیز، ولغة الكتابة فى مجمل أعماله الإبداعیة. ثم جاء الفضل الأخير ليحمل صلب الدراسة، فتحت عنوان: صورة المرأة فى مسرح إسماعیل عبد الله تناولت قضایا المرأة، وأبعاد شخصیاتھا، وأنماط صورھا المطروحة ضمن البنیة النصیة للمسرحیة. ثم واختتمت بالنتائج التى تعد وثيقة تأريخية للمسرح العربى الخليجى بعامة والمسرح الإماراتى بخاصة.

يذكر أن الناقدة نرمين الحوطى كويتية من أم مصرية (والدتها هى الدكتورة فوزية مكاوى الناقدة المسرحية وأستاذة النقد والدراما)، وهى كاتبة وأدبية وإعلامية ورئيس قسم النقد والأدب المسرحى للمعهد العالى للفنون المسرحية بـ"دولة لكويت" وعضوة فى جمعية الصحفيين وعضوة فى رابطة إتحاد الأدب، ولها العديد من الدراسات فى الأدب المصرى وآداب العالم العربى. ولها عدد من الأعمال الهامة حول المسرح، وكانت قد أصدرت سلسلة من القصص المصورة للطفل تحت عنوان: ''''''''حكايات جدتي'''''''' وكانت رسالتها للماجستير المعنونة متصلة بالطفل أيضا، وعنوانها ''''''''آثر الغزو فى مسرحيات الطفل''''''''، وربما لهذا السبب كانت سلسلة ''''''''حكايات جدتي'''''''' بها أثر المسرح واضحا من حيث الاعتناء بالحوار.

المصدر:

https://www.youm7.com/story/2023/2/2/%D9%86%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%B7%D9%89-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%89/6067663

التعليق

x

إقرأ أيضا