بقلم : نرمين الحوطي
المرأة نصف المجتمع، فإذا اهتم بها المجتمع وسلط الضوء على قضاياها وتابع ما يوجعها وينقصها لعالجنا الكثير من المشاكل المجتمعية، لأنها ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله.
المعالجة وتسليط الضوء على قضايا المرأة لا يقتصران فقط على مناقشة وتداول قضاياها تحت قبب الجهات الخاصة للمرأة والأسرة، بل إن من أهم عناصر المعالجة «الثقافة والفنون»، وهذا ما لاحظته في الآونة الأخيرة من اهتمام بالمرأة ليس فقط بقضاياها، بل أيضا بمعاناتها النفسية من المجتمع، وهذا ما وجدته في المعالجات سواء في الدراما أو المسرح، فأكثر من عمل شاهدته قامت كتابته وحياكة حبكته على المرأة، باعتبارها العقدة الأساسية للحدث المقدم للمشاهد. ومن تلك الأعمال:
٭ «عودة خالتي».. قد يكون في المسلسل العديد من الأخطاء، إلا أن الحلقتين 29 و30 لعبت الكتابة الدرامية، من خلال أداء أ ..هدى حسين للشخصية، على معاناة المرأة الوحيدة التي يستغل الكثير وحدتها للتلاعب عليها والتكسب منها، تلك القضية «الوحدة» التي أصبحت قضية الكثير من النسوة وأصبح العديد يستغلون تلك النقطة ليتلاعبوا من خلالها، ولكن ما قام به الكاتب من معالجة درامية وكيفية الانتقام من شخصية المتلاعب على شخصية «خالتي» رسخ أيضا مفهوم الأسرة وأهميته للمرأة، ومن هذا كله تبقى عندنا سطور الحوار وأداء الممثل التي أبدعت بها هدى حسين في توصيل تلك المعاناة للمشاهد دون أي مبالغة أدائية، بل بكل هدوء وصدق في مشاعر الشخصية بحرفية أداء الممثل.. Chapeau.
«الكلكجي».. قد تكون المسرحية طويلة جدا وحان الوقت إذا امتدت للعرض بأن تقلص بعض المشاهد، ورغم هذا إلا أن المحور الرئيسي أيضا كان عن المرأة، وهنا كانت صورة الأرملة، بعيدا عن أن المسرحية مقتبسة عن مسرحية «30 يوم في السجن» للكاتبين المبدعين نجيب الريحاني وبديع خيري، إلا أننا في مسرحيتنا «الكلكجي» نجد من قام بصياغة الكتابة أظهر المرأة ومعاناة الأرملة ووحدتها، وهنا لعبت المبدعة فتات سلطان الدور بعمق مميز للشخصية، بل أثارت في المشاهد، وأخص المشهد الأخير لنهاية المسرحية، مشاعر كثيرة تحتويها المرأة ومن الصعب في الطبيعة بأن توضحها.
وما أجمل المرأة عندما تحاكي المرأة! وهذا ما قامت به الفنانة فتات سلطان بأدائها المتميز وصادق المشاعر حاملة الكثير من الآهات والعبارات التي تضرب ناقوس مشاعر المرأة، تضرب على الوتر.. يا فتات.. أبدعتِ.
مسك الختام: المرأة مثل العشب الناعم.. ينحني أمام النسيم ولا ينكسر أمام العاصفة.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/02/15-02-2023/11.pdf