بقلم : نرمين الحوطي
سطورنا اليوم لا تخص التصدق خلال شهر رمضان فقط، بل تتساءل: لماذا لا تكون الصدقة على مدار حياة الإنسان؟
علامة استفهام تأتي عندما أشاهد كماً من الإعلانات تبث وترسل للتبرع والصدقة والتذكير بالزكاة فقط في شهر رمضان؟ مع العلم أن من نقوم بدفع الصدقات لهم هم أناس بحاجة لمد يد العون لهم ليس فقط في هذا الشهر، بل على مدار السنة.
علامة استفهام أخرى عندما تتعمق وتتأمل في الصدقة وأثرها في تغيير حال إلى آخر لكثير من الناس الذين يحتاجون تلك الصدقة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الصدقة تقصر فقط على المال والمأكل وغيرهما من أشياء مادية وملموسة؟
لا، فالصدقة أيضا بالمشاعر الإنسانية، وأعتقد أن هذا النوع من الصدقات أسمى من المال والمادة، فالكلمة الطيبة صدقة، والابتسامة في وجه الآخر صدقة، والصفح صدقة، والعفو والتسامح صدقة، وما أكثرها من مشاعر إذا قمت بها والتزمت بها على مدار يومك ستكون الصدقة جزءا لا يتجزأ من حياتك اليومية، هذا من جانب، والجانب الآخر أن الكثيرين يحتاجون ذلك النوع من الصدقات أكثر من المادة، فصدقة المشاعر أصدق من صدقة المادة.
جميل أن نميز شهر الخير «بالصدقة والزكاة» كما سألنا في بداية مقالنا، ولكن الأجمل أن تكون صفة وطبعا من طباع شخصك وذاتك لتودع كماً من الصدقات لآخرتك، ما أجمل أن تتصدق بكلمة «صباح الخير» لكل من تراه في بداية يومك! والأجمل أن تحتفظ بابتسامتك على وجهك لكل من أقبلت عليه، والأعظم أن تتصدق وتصل أرحامك. إذا بحثنا في الكثير من السلوكيات الإنسانية سنجد أنه يوجد العديد من الأعمال إذا التزم بها الإنسان ما هي إلا صدقة إذا قمت بها فأنت تودع الكثير من ودائع الخير لآخرتك.
٭ مسك الختام: الصدقة ليست مالا فقط، فالابتسامة صدقة، وحسن الحديث صدقة، وصنع الطعام صدقة، والدعوة للمسلمين بظهر الغيب صدقة.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/04/06-04-2023/24.pdf