بقلم : نرمين الحوطي
قصتنا اليوم حقيقية وليست من نسج الخيال، حدثت في الأسبوع الماضي عندما استغيبت أحد أصدقائي «أخو دنيا» عندما لم يتصل بي أثناء «وعكتي الصحية» قمت بالاتصال به «لأتشره عليه»، وبدأ الحوار على النحو الآتي:
٭ أنا بجد زعلانة تدري أني مريضة ويومين ما تطمن علي؟
٭ نرمين، قولي لي الحمد الله على سلامتنا.
٭ عسى ما شر.. شنو صاير؟
٭ الخميس دش علينا حرامي وكسر الديوانية وأم عيال أهي اللي طاحت عليهم.. وشرطة.. وحالتنا حالة.
٭ لا حول ولا قوة إلا بالله، اهدى وقول لي شنو صاير؟ خبصت قلبي؟ أنتو بخير؟
٭ الأربعاء كان ربعي عندي في الديوانية تتذكرين لما كلمتيني وقلتي انك مريضة وعمي كلمك وتحمدنا لك على سلامتك، وبعدها اطلعوا من عندي على الثانية فجرا، قعدت أشوف بروحي التلفزيون وبعدين أذن الفجر قمت صليت ورحت أنام والحمد لله بهذا اليوم تأخرت بنومتي، وإلا أسمع صراخ أم العيال تنادي باسمي وتصرخ قمت بسرعة ورحت لها تحت ولقيتها واقفة عند الديوانية ودريشة الديوانية مكسورة وتقول حرامي، المهم هديتها وقمت اتصلت بالشرطة وحضرت الشرطة، وسوت المعاينة وأخذت الأقوال ورقم السيارة إلى اهربوا بها الحرامية.
٭ لا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله على سلامتكم، وشنو صار، اللي أنا أعرفه إن في كاميرات في كل الكويت؟
٭ للأسف لا!
٭ نعم، أشلون للأسف لا؟
٭ هذا إلى عرفته أثناء التحقيق بأن الدائري السادس لا يوجد به أي كاميرات عشان جذي تكثر السرقات في المناطق إلى حواليها.
انتهت المكالمة بعدما قمت بالاطمئنان عليهم وكلمت أم العيال وتطمنت على نفسيتها ويبقى السؤال للجهات الأمنية:
إلى متى ونحن نسمع ونقرأ عن تصريحات بشراء كاميرات تغطي عروس الخليج بأكملها، شوي نسمع عن كاميرات للسرعة ومرة كاميرات لكل من يتحدث بالهواتف ولا يضع حزام الأمان، وكل فترة نسمع عن أنواع عديدة من الكاميرات والنتيجة أن الجريمة بأنواعها في تزايد!
بالفعل نتيجة محيرة للمواطن عندما يسمع ويشعر بأن الدولة بأكملها فيها كاميرات وفي كل يوم يسمع عن قضايا سرقة وقتل ومخدرات وغيرها من جرائم السؤال الذي يطرح نفسه: إذا يوجد هذا الكم من الكاميرات أي يوجد مراقبة دائمة إذن لماذا تقع الجريمة؟! أليس وظيفة تلك الكاميرات الحد من وقوع الجريمة أم وضعت فقط للمخالفات والتكسب المادي منها!
٭ مسك الختام: أتمنى من المسؤولين عن أمن الوطن والمواطن أن يشاهدوا برنامج «سين» الذي بث في شهر رمضان الماضي، توجد حلقة كاملة عما قامت به المملكة العربية السعودية من الحد من وقوع الجريمة ومساعدة من يطلب الإغاثة عن طريق الكاميرات الموضوعة في أرجاء المملكة، مع تواجد جهاز أمني بشري كامل متكامل للمراقبة على مدار 24 ساعة للرد على الإغاثة وتعقب المجرمين والجريمة لمنعها قبل حدوثها.. مو تقولون ما في كاميرات على السادس.. بالفعل شر البلية ما يضحك.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/05/10-05-2023/09.pdf