بقلم : نرمين الحوطي
«الثقافة» مصطلح يحمل الكثير من المعاني والمفاهيم، فالثقافة لا تقتصر فقط على الفنون، ولكن هي أيقونة لكل سلوك بشري، وهي أساس لكل علم من علوم الدنيا، بل الثقافة هي أساس تكوين ذات الإنسان.
بعيداً عن السلوكيات والعلوم الإنسانية والعلمية، تبقى إضاءتنا اليوم عن ثقافة التربية التي للأسف أصبح البعض يتجاهلها! تلك هي إضاءة مقالنا اليوم التي ستبحر كلماتنا ولو بعض الشيء عنها:
منذ أن بدأت الألفية الثانية، ونحن نلاحظ تمردا شديدا من الجيل الجديد، بل ونلاحظ من خلال بعض منهم الرفض لكل ما هو قديم سواء على صعيد العادات أو التقاليد، ومن هنا يأتي السؤال: أين غرس الثقافة في هذا الجيل؟ بل أين ثقافة العادات والتقاليد في تربية بعض من هذا النشء؟
للأسف كلمة على الدوم أسمعها من أغلبية أولياء الأمور: وي شخباري! نعم تلك الكلمة أصبحت تردد على مسامعنا ليس فقط من بعض أولياء الأمور بل أصبح أغلبية جيل المستقبل يرددها عندما يسأل على تصرف قام به يعارض عاداتنا وتقاليدنا!
بالأمس القريب وبالتحديد يوم الأربعاء الماضي الموافق 24/5، استوقفني مقال للأستاذ طالب الرفاعي في جريدة «القبس» تحت عنوان «ثقافة تربي أبناءنا» عندما قام بمناقشة هذا الموضوع من خلال استغراب ابنته فرح على كلمة، تلك الكلمة شدت انتباهي وهي: «Old» أصبت يا أستاذ طالب وأصابت ابنتك فرح بأن أصبح من يرسخ القيم والعادات والتقاليد يطلق عليه «Old»، نعم تلك هي الحقيقة وتلك معاناة أبنائنا الذين إلى الآن، والحمد لله، يخطون خطانا وخطى أجدادنا من ثقافة تربيتنا، وللأسف عندما يقومون بثقافتهم أمام أصدقائهم يقوم أصدقاؤهم بإطلاق كلمة: «Old».
لنا الفخر بأننا ننتمي إلى الماضي وما زلنا متمسكين بثقافة أجدادنا وآبائنا خيرا من أن نكون على الدوام متمردين رافضين لماضينا دون سبب، فقط من أجل التقليد لثقافة الآخرين التي لا تمت لنا بصلة.
ما أجمل ثقافتنا التي بنيت على احترام الآخر وإطاعة الآخرين، أفتخر بأنني Old عندما أحترم معلمي وكبير السن وأنصت عندما يتكلم الكبير ولا أجادل، وإذا أردت أن أطرح رأيا أقوم بالاستئذان، ما أجمل تلك الثقافة التي اندثرت من أجل أن نكون New!
٭ مسك الختام:
«فالحسن عندهم ما صنعت
والقبيح عندهم ما تركت»
صدق الإمام الشافعي وصدقت ثقافتنا.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/05/31-05-2023/18.pdf