بقلم : نرمين الحوطي
«إهي سالفة وما هي بسالفة»، بل هي كارثة نعيشها منذ سنين وإلى الآن، تلك «السالفة» لم تنته أحداثها معنا إلى يومنا هذا! وحان الوقت لنرى لها حلولا إنسانية واجتماعية، سالفتنا اليوم «المخدرات»!
في البدء وللمرة المليون نتقدم بالشكر والامتنان ونسلط الضوء على كل ما تقوم به وزارة الداخلية من أعمال لمنع دخول المخدرات إلى «عروس الخليج»، فبالفعل هي العين الساهرة والحصن المنيع لدخول تلك السموم على مجتمعنا، ذلك هو الدور الأمني، ولكن «سالفتنا» اليوم تسلط الضوء على الجانب الإنساني والاجتماعي!
ففي الجانب الإنساني، حان الوقت لأن توجد لدينا مصحات على أعلى مستوى وليس ما يسمى «الطب النفسي»!
تلك المراكز، إن وجدت، حان الوقت لتواجدها لمعالجة المدمنين ليس فقط لسحب المخدر من الجسم، بل للعمل على التأهيل النفسي والصحي والبدني للمدمن للرجوع، بعد انسحاب المواد المخدرة من دمه، إلى الحياة والمجتمع.
كما للجانب الاجتماعي إضاءاته الكثيرة والمتعددة، فعلى سبيل المثال لا للحصر، إذا أردنا أن نسلط الضوء، منها:
٭ الأسرة ودورها في معالجة الإدمان والمدمن، فقد حان الوقت على الأسر أنه عند اكتشاف أن أحد أفراد العائلة مدمن يجب أن تبلغ على هذا الشيء، وألا تقوم بالتستر عليه أو تغض البصر على هذا الجرم، لأنه بالفعل جريمة في حق الفرد والمجتمع.
٭ التعليم ودوره في معالجة الإدمان والمدمن، فالتعليم هو الأسرة الثانية للمدمن، حان الوقت لإصدار قرار بل قانون بالفحص الدوري والإجباري، ويكون هذا الفحص في جهة التعليم «المدرسة والجامعة» أي الورقة من جهة مكان التعليم «مو ينطلب ورقة خارجية ويتم الفحص بره».
٭ كلاكيت ثاني مرة.. التعليم، لابد من حصص توعية عن المخدرات وخطورتها على الفرد والمجتمع، كما لابد من التركيز على الأنشطة الرياضية وتفعيل الأنشطة الثقافية لتهذيب النفس، قالوها: «العقل السليم في الجسم السليم».
٭ أجهزة الدولة: حان الوقت للمشاركة في محاربة الإدمان ومعالجة المدمن، والسؤال الذي يطرح نفسه في سالفتنا: أين دور الإعلام؟
ولماذا لا تقوم وسائل النقل بالكتابة على وسائل النقل «لا للمخدرات»؟ ألم يحن الوقت لأن تقام حملات توعية من خلال الجمعيات والنقابات وغيرها من مسميات بمحاربة الإدمان ومساعدة المدمن!
٭ المجتمع: حان الوقت لمساعدة الآخرين وحماية المجتمع من المخدرات، بمعنى إذا عرفنا عن إنسان أنه مدمن لابد أن نبلغ على الأقل أسرته لحمايته ولفت النظر للأسرة بأنه يوجد خلل واشتباه بأحد أفراد أسرته بأنه من الممكن أن يكون مدمنا.
مسك الختام: سالفتنا اليوم ليست من السوالف التي تقال ونقول بعدها سالفة ورد غطاها، لأن سالفتنا قائمة وممتدة بل وهي حرب موجهة على مجتمعنا ومستقبل أبنائنا.3
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/07/12-07-2023/17.pdf