بقلم : نرمين الحوطي

في بداية الأسبوع، ومع متابعتي للأخبار الثقافية والمسرحية «العربية والمحلية»، استوقفني خبر عن افتتاح معرض الكتاب الصيفي السادس والذي تنظمه جمعية الخريجين الكويتيين، وما شد انتباهي للخبر عناوين الندوات المقدمة في المعرض وبالأخص الندوة الأولى، والتي تحمل عنوان «المسرح السياسي».

قضية مهمة وشائكة احتار المفكرون والمثقفون بشأن هذه النوعية من المسرحيات «المسرح السياسي»؟ فمتى بدأ؟ وما قضاياها؟ وكثير من التساؤلات حول «المسرح السياسي»؟ وأغلبية الآراء أجمعت على أن المسرح السياسي بدأ منذ بداية المسرح أي منذ حضارة اليونان والفراعنة والفينيقيين، فأي قضية قدمت وتقدم من خلال أضلاع المثلث المسرحي لابد أن تحمل بين طيات حبكتها قضية سياسية، فالمسرح ما هو إلا مرآة عاكسة للواقع المعيش. فعلى سبيل المثال لا للحصر: أوزيس وأوزريس رغم أن حبكتها تحاكي قصة حب، إلا أنها تحمل بين خيوط حبكتها وضعا سياسيا معيشا في تلك الفترة، والتي تنحصر في مقتل أوزريس على يد أخيه ست من أجل السلطة.

وإذا نظرنا إلى مسرحية «أوديب ملكا» والتي قام بكتابتها الكاتب الإغريقي سوفوكليس بعيدا عن سيكولوجية وفلسفية والعمق النفسي للمسرحية، إلا أننا نجد أيضا خيوط شبكة العلاقات المسرحية جميعها أيضا تنصب في القالب السياسي لتلك المرحلة، ومن هذا وذاك، نجد أن المسرح السياسي بدأ منذ أن بدأ المسرح، بل نجد أن المسرح السياسي ينخرط مفهومه وأسسه في كل قضايا مقدمة على خشبة المسرح.

فالمسرح السياسي كما أجمع العديد بأنه ليس بنوعية منفردة، بل هو جزء لا يتجزأ من أي مسرحية، قد يكون في بعض المسرحيات التي تأخذ القالب السياسي البحت، ولكن! جميع المسرحيات لابد أن تحاكي قضاياها من خلال وضع سياسي قد يكون مباشرا وقد يكون من المدرسة الرمزية أو العبثية، ومن هذا وذاك تبقى لدينا القضية والتساؤل: أين المسرح السياسي من المسرح الحالي؟

أصبح الكثير من الأوطان والبلدان تفتقر قضاياها المسرحية إلى الصورة السياسية! والسؤال هنا: هل ذلك لأن القضايا السياسية لم تعد مهمة للمواطن؟ أم أن السياسة أصبح الجميع يتكلم بها ويقوم بتحليلها فأصبحت القضايا السياسية لا تحتاج الى مؤلف يحلل ويفكك ويطرح ويسلط القضية أمام المتفرج؟

مسك الختام: كل الشكر لجمعية الخريجين الكويتيين لاهتمامها بالمسرح وإبراز وتسليط الضوء على قضاياه، وألف مبروك لموسمكم السادس الثقافي لجمعيتكم.

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/08/23-08-2023/09.pdf