بقلم : نرمين الحوطي
أيام قليلة ويستقبل العالم بأكمله ذكرى السادس من أكتوبر وهي ليست عيدا وانتصارا لجمهورية مصر العربية فقط، بل هي عيد وعزة ونصرة للأمة العربية والإسلامية.
الانتصارات لا تقتصر فقط على الحروب واسترجاع الحقوق، ولكن الانتصارات أيضا تشمل تسليح الفرد بالعلم وارتقاء المواطن بالثقافة، وعندما نقول الفرد أي كل «إنسان» وهذا ما قام به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في عام 2014 بتعديل مادة (81) من الدستور المصري والتي «تلزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام، صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليما، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين، إعمالا لمبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص».
وهذا، ما رأيته من حروف قرئت تنفذ على أرض الواقع، فمنذ أيام كنت في زيارة خاطفة لأرض الكنانة «لمناسبة علمية» وأثناء زيارتي دعيت من صديق دراستي المخرج محمد متولي مدير مسرح الشمس لمشاهدة مسرحية «مغامرات جيمو» وعند مشاهدة العرض وجدت حروف (81) تتمثل أمامي أثناء العرض المسرحي! كيف قام المؤلف والمخرج بتوظيف الممثلين ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة في أدوار ليست ثانوية بل رئيسية وليس بممثل واحد بل عدة ممثلين من مادة (81) يقومون بنسيج متناغم ومتجانس مع الآخر دون أن يشعروك بإعاقتهم واحتياجهم بل تجد نفسك أمام عرض مسرحي متكامل بممثلين متكاملين جسديا وفكريا وثقافيا، شكرا لكل طاقم العمل في هذا العرض المتميز لجميع عناصر العرض المسرحي.
بعد انتهاء العرض قام المخرج محمد متولي باصطحابي في جولة بالمسرح وشرح لي الكثير من الورش المقامة في المسرح وأهمها ورشة إعداد الممثل والبانتومايم والموسيقى وكيفية وضع منهج علاجي ثقافي للطلبة الملتحقين من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة العاشقين للمسرح ورغبتهم في أن يكون لهم دور في نهوض ثقافة مسرحهم، فعلى سبيل المثال لا للحصر دورة «البانتومايم» خصصت للطلبة الذين يصعب عليهم النطق، فمن خلال فن وثقافة البانتومايم يستطيع الطالب أو الممثل أن يوصل تعابيره وإحساسه من خلال ذلك الفن الذي يقوم على لغة الجسد والإحساس الداخلي للفنان.
ما رأيته في مسرح الشمس ما هو إلا أمل لكل المنتسبين والتابعين للمادة (81) من الدستور المصري، وحقيقة نفذت لأوامر من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رأيناها على أرض الواقع قام بها مسؤولو الثقافة على أرض الكنانة لإعطاء فئة ذوى الاحتياجات الخاصة والإعاقة حقهم ودورهم لبناء وطنهم «مصر المحروسة».
مسك الختام: تحية إجلال لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاهتمامه بالفرد والمواطن المصري، وتحية لرجال ونساء أرض الكنانة لما يقومون به تجاه فئة (81) للارتقاء بثقافة الإنسان والمواطن المصري، وأخص معالى الوزيرة السابقة إيناس عبدالدايم ودورها الثقافي لتلك الفئة وما تقوم به أيضا معالي الوزيرة نيفين الكيلاني حاليا لاستكمال الخطة الثقافية الموضوعة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة، ولا ننسى الجندي الخفي لهذا التطوير والارتقاء الثقافي لتلك الفئة رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي ورئيس البيت الفني المبدع المخرج خالد جلال لما يقوم به من انجازات وإبداعات وتطوير لتلاحم تلك الفئة مع المجتمع، وخير من وقع عليه الاختيار لتلك المهمة هو المخرج محمد متولي، وكل عام ومصر المحروسة بخير.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/09/27-09-2023/13.pdf