د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

TABOO

 بقلم : نرمين الحوطي


«عيب» كلمة أصبحت أغلبية مجتمعاتنا تفتقد معاني حروفها، وكلمة «عيب» ليست بكلمة حديثة بل هي كلمة عربية تعني كما ذكر معجم المعاني الجامع:

«عيب يعيب تعييبا، فهو معيب، والمفعول معيب، عيب فلانا: جعله ذا عيب ومنقصة بإظهار مساوئه، نسبه إلى العيب. عيب أعماله: شانها، أي وجد فيها عيبا».

تلك هي لغتنا وذلك معنى كلمة «عيب» في بحور لغتنا العربية، منذ أيام من خلال موقع التواصل الاجتماعي «X» (تويتر سابقا) قام الأستاذ محمد مهلهل الياسين بفتح مساحة لمناقشة تلك القضية تحت عنوان «عيب» والتي قام من خلالها بطرح موضوع عن فقدان المجتمع معنى وكلمة «عيب».

موضوع شائك وقضية مهمة ليست فقط على الوجه الإعلامي بل على الصعيد التربوي أيضا! نعم أصبحت أغلبية مجتمعاتنا تفتقد معنى تلك الكلمة! وأصبح الكثير في تلك الآونة يعيب بالآخر ولا يذكر للآخر غير مساوئه سواء أكانت حقيقة أو إشاعة، ومن هذا وذاك يبقى المعنى «عيب».

بالأمس وليس بالبعيد كانت أغلب الأسر تغرس في أبنائها مبادئ كثيرة وعديدة أهمها كلمة «عيب»، أتذكر والدي وجدتي كانا على الدوم عندما يتحدث لهما أحد عن مساوئ شخص أو حادثة لا يليق بالفرد ذكرها يقومان بقطع الحوار بتلك الجملة: «الله يجعلني من هذا جهالة» ويختمانها بكلمة «عيب».

إن الله عز وجل ستير على عباده، وأمر عبيده بالستر ونهانا عن الغيبة بقوله في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم - الحجرات: 12).

مسك الختام: ذلك هو إسلامنا وتلك هي عقيدتنا وتربيتنا وها هي لغتنا تنهي عن الغيبة وعن الإساءة للآخر حتى لو كانت حقيقة لأنه «عيب». كل الشكر للأستاذ محمد مهلهل الياسين على فتح مساحات تربوية للعلاقات الاجتماعية وتسليط الضوء على قضايا حان الوقت أن يركز عليها الإعلام و«التربية» لغرسها وتثبيتها في نفوس أجيالنا القادمة وتذكير البعض بها.

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/10/04-10-2023/07.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا