بقلم : نرمين الحوطي
هي كلمة ولكن؟! حروف تكوينها تحمل العديد من المعاني والمشاعر ! فإذا قمنا بتفكيكها من منطلق اللغة العربية نجد على سبيل المثال لا الحصر معجم المعاني يقوم بتعريف معنى تفاصيل: «هي جمع تفصيل، والتفاصيل الأخبار ونحوها: معلومات موسعة عن كل خبر دخل في تفاصيل الموضوع، بالتفصيل/ على وجه التفصيل/ جملة وتفصيلا: بذكر جزيئات الأمور ودقائقها، بالإسهاب والبسط والشرح والتحليل».
ذلك هو المعنى اللغوي لكلمة عنوان مقالنا اليوم «تفاصيل»، وما سوف نسلط الضوء عليه من خلال سطورنا، جزئية من التعريف اللغوي للكلمة وهو: «ذكر جزيئات الأمور ودقائقها»؟ تلك هي إضاءتنا. كم منا يذكر جزيئات حياته؟ بل كم من شخص يركز بتفاصيل الأمور ودقائقها؟ والسؤال الأهم: كم منا من يقوم باسترجاع ذاكرته ليتذكر التفاصيل؟
قد تكون تلك التفاصيل مؤلمة وقد تكون مبهجة ومن هذا وذاك تبقى الذكرى وتبقى التفاصيل مرسخة في أذهاننا، قد يقوم البعض بمحاولة على الدوام لتناسيها لسبب أو لآخر، وبعيدا عن الأسباب إلا أن تلك «التفاصيل» هي حياة الإنسان، ومهما حاول أن يلغيها فإنه لا يقدر!
نعم تلك الجزيئات ودقائق الأمور حفرت في ذاكرة الإنسان، وقد يقوم البعض بمحاولة مميته ليمحوها من الذاكرة، ولكن سبحان الله عند موقف معين، وقد يكون موقف لا يذكر، يجد نفسه يقف أمام التفاصيل «شريط سينمائي» يعاد على ذاكرته لتذكره لا للتفصيلة بحد ذاتها بل للمساعدة، بمعنى أوضح «وعلى سبيل المثال لا للحصر»:
ما نعيشه الآن من أحداث ومجازر تحدث على أراضي فلسطين الحبيبة، عندما نشاهد الفيديوهات من قتل وضرب وغيرها من مشاهد مؤلمة تجد ذاكرتك على الفور تأخذك لتذكرك بما عشناه في الغزو الغاشم 1990، وما حدث في مجزرة بحر البقر 1970، وما سمعنا عنه في مأساة 1967، وغيرها من حروب ومجازر.
كل هذا كانت تفاصيل غرست في نفوس الشخصية العربية جعلتنا عندما نشاهد اليوم تلك المجازر، على الفور نتذكر التفاصيل ونعيش ليس بدقائق بل بتاريخ بأكمله تكمله غزة اليوم وما حدث ويحدث من مجازر لأطفال فلسطين، وتجعلنا على الفور - بدون أي تفكير لأننا نمتلك «التفاصيل» - نصرخ بصوت واحد ونقول: فلسطين عربية.
مسك الختام: اللهم ارحم شهداءنا وأطفالنا والطف يارب بأهلنا في فلسطين العربية.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/10/25-10-2023/17.pdf