د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أحلام العصاري

لأحلام بشكل عام هي كل ما يخزنه العقل الباطن أو اللاوعي في عقل الإنسان، وإذا قمنا بالتطرق لهذا الشأن (الأحلام) فسوف نجد أن الحلم موضوع شائك وقضية اختلفت عليها الآراء سواء أكانت علمية أو روحانية.

اختلفت الآراء أيضا على وقت الحلم! فحلم الفجر غير حلم الليل، وحلم العصاري تميز بين الأحلام، وهذا يرجع لوضعية الإنسان، حيث يكون انتهى من غدائه وذهب لينال قسطا من الراحة «القيلولة»، فتصبح أحلام العصاري مزعجة نوعا ما وغريبة الأطوار، وهذا ينتج من أبخرة الطعام التي تترك بصمتها على هذه الأحلام إلى أن تصل بنا إلى «آخر يوم في حياتي».

في البدء، كل الشكر لأخي وصديقي المبدع الفنان «محمد الحملي» على دعوته الكريمة لحضور عرض مسرحية «آخر يوم في حياتي» الذي جعلني أعيش تجربة «أحلام العصاري».

من الصعب أن يعيش الإنسان بالغربة وهو وسط أسرته ومجتمعه، بل الأصعب أن تتحول تلك الغربة إلى الشعور بالموت، تلك هي مخلص وتيمة مسرحية «آخر يوم في حياتي»، قضية إنسانية كتب سطورها المؤلف أ. علي القاسم من خلال المدرسة العبثية، وقام بدمج حروف كلماتها بالرمزية لتعايش غربة الممثل أو الشخصية المحورية، لتكتشف في النهاية أنك تعيش واقعك المرير، ورغم تلك المرارة قام المخرج أ.عبدالله البدر من خلال رؤيته الإخراجية بوضع تلك المأساة في إطار كوميدي، وذلك هو الإبداع لكي لا تشعر بالتغريب، ويجعل المشاهد يتعايش مع الواقع المقدم له ليكتشف في نهاية المسرحية أنه كان يحلم بأحد أحلام العصاري.

سطور مقالنا اليوم لا تسلط الضوء على جزئية محددة، بل على العمل بأكمله؛ لأنه بالفعل عمل جماعي، وهذا ما ميز العرض، حيث نجد أن الكاتب من خلال حوارات الممثل والمخرج من خلال الرؤية الإخراجية أعطى لجميع الممثلين مساحة تمثيلية متقاربة، والكل يعمل من خلال تيمة محددة هي «أحلام العصاري»، ومحاكاة الواقع والضغوط النفسية التي يعيشها الإنسان إلى أن نصل إلى أن ما كنا نشاهده ليس آخر يوم في حياتي، بل هو حلم من أحلام العصاري.

مسك الختام: لم أسلط في مقالنا على شخصية بحد ذاتها؛ لأن الجميع أدوا أدوارهم بإبداع وتميز في مسرحية «آخر يوم في حياتي»، وشهادتي مجروحة بالمخرج والمبدع الفنان محمد الحملي ولكن أبدعت، ولن أحلل وأفكك لكل من زهرة عرفات وفهد البناي ومحمد رمضان، لأنكم بالفعل أبدعتم وأمتعتمونا.

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/11/01-11-2023/15.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا