د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أنت في الكويت؟!

بقلم : نرمين الحوطي


أستغرب من الأشخاص المقربين من الإنسان عندما يراه أحدهم فتكون الجملة التي تتلو السلام عليه مباشرة: أنت في الكويت؟!

ذلك لأن هذا ما هو إلا سؤال ساذج مما يسأله الشخص للآخر عند السلام، وبالفعل أستغرب من الشخوص التي تعد نفسها مقربة والصديق الصدوق للآخر عندما يرى صديقه ويقوم بالسؤال بهذه الجملة؟ فكيف تحسب نفسك من المقربين؟ وكيف أنت الصديق الصدوق؟ المضحك من مثل هؤلاء الأشخاص أنه عندما يسأل عن صديقه يكون الرد: والله ما أدري عنه شيء؟ أظنه مو في الكويت!

هي ليست حادثة فردية بل أصبحت متكررة، ولكن التصرف يختلف من شخص للآخر، فأنا، وأعوذ بالله من كلمة «أنا»، عندما أريد السؤال عن شخص مقرب لي وليس بصديق لأن أصدقائي على دوام التواصل معهم «والحمد لله» أقوم بالاتصال المبدئي عبر «الواتساب» بالسلام والتحية والاطمئنان على الحال ومن ثم الاستئذان منه إذا يوجد وقت لديه للاتصال به، أما ما يحدث من الآخرين فئة «أنت في الكويت» فهذا شيء عجيب!

فعلي سبيل المثال لا للحصر سوف أذكر هنا مثالا شخصيا حدث معي، حيث قامت إحدى قامات الإعلام الكويت بالاتصال بي، طبعا بعد البحث عن رقمي لأنها في كل مرة تسأل شخصا عني يكون الرد «لا ما نعرف رقمها ! إهي مو في الكويت!». المراد أخيرا وجدت رقمي وسردت لي ما حدث لها إلى أن وصلت إلي، ولم تكن تلك الأولى بل بعض زملائي في عملي يقوم بالاتصال بي، وما يتصل إلا في العطلة الأسبوعية ويكون سؤاله قبل السلام: أنت في الكويت!

شر البلية ما يضحك يحسسني أني عندي طيارة و24 ساعة خارج الكويت، يتناسى أنني موظفة دولة وعندي دوام ومحاضرات!

أقول هنا أني إذا فتحت هذا الباب سأكتب ليس سطورا فقط، بل مجلدات على تلك المواقف التي تنصب في بؤرة واحدة وهي:

السؤال؟ وكيفية السؤال؟ واختيار الكلمات في السؤال؟ فإذا كان التقصير من قبلك في عدم السؤال عن الآخر، فلا تلق خطأك عليه بجملة: أنت في الكويت؟

مسك الختام: يقول الله في كتابه العزيز (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة)، آية 27 سورة الحديد.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2023/12/14-12-2023/09.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا