من الجميل أن تقوم إحدى القنوات بعمل برنامج يحاكي ويناقش بعض السلوكيات الشاذة في مجتمعنا ومن الأجمل أن يعرض ذلك البرنامج في شهر الصوم ليكون تذكرة وعظة لبعض الأنماط في مجتمعنا ممن يقومون بعمل تلك الأفعال الشاذة لتذكرتهم بأخطائهم والقيام على تصحيح سلوكياتهم بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن التعامل وصلة الرحم وغيرها من أسس ديننا الحنيف.
«صدمة» هو برنامج يعرض على MBC في كل يوم يناقش قضية ويتم تناولها في العديد من المجتمعات الإسلامية من خلال تمثيل تلك القضية أمام الجمهور دون أن يعلموا بأن ما يتم أمامه تمثيلية، بل هو حقيقية ليرى المشاهد ردة فعل الجمهور بما يحدث أمامه من سلوك خاطئ وبعد ردة الفعل وفق القضية المتناولة يتم الكشف للجمهور بأن ما شاهدوه هو تمثيلية تحاكي الواقع.
تلك هي «صدمة» التي بالفعل كمجتمعات نحتاج الى الكثير من تلك النوعية من البرامج التي تقوم على كشف القضايا الاجتماعية التي أصبح العديد يعاني منها والتي أصبحت معلقة دون أن يسلط عليها الإعلام الضوء، وخو ما جعل تلك السلوكيات أصبحت طابعا يطبع الكثير منها.
«صدمة» هي إنذار للكثير وإضاءة للمسؤولين بأن أتى الوقت بأن الإعلام له دور أساسي في إصلاح المجتمعات من خلال البرامج التي تقوم بالطرح الجيد والمعالجة لقضايا المجتمع، ومن هنا نجد أنه حان الوقت لإثراء البرامج الأسرية التي أصبحت شبه معدومة في إعلامنا العربي والإسلامي.
«صدمة» بعيدا عن شدة القضايا والحالات التي تم طرحها من خلاله، إلا أن هذا هو الواقع وان ما يناقش به ما هو إلا الحقيقة التي نراها في الكثير من حياتنا اليومية، ومن ذلك المنطلق أتي المعد والمؤلف والمخرج، وقاموا بطرحها من خلال مشاهد وليس عن طريق المحاورة وإحضار أساتذة متخصصين في علم الأسرة والنفس والاجتماع لمناقشة قضيتهم، بل جعل المحاور والمناقش هو الجمهور ليجعل الطرح والحل من المجتمع لا من الطبقات الأكاديمية، فـ «صدمة» لم تقم على الحديث والكلام بل قامت على تمثيلية تحمل الحبكة والبداية والنهاية والصراع ليتفاعل بها الجمهور المحيط بالحادثة والمشاهد الذي يراها من خلال شاشة التلفاز، كل تلك التوليفة جعلت دوي ناقوس الخطر يسمعه الكثير ليدرك أن مجتمعاتنا الإسلامية والعربية تعيش في صدمة.
٭ مسك الختام: إذا بيئة الإنسان يوما تغيرت فأخلاقه طبقا لها تتغير.
Nermin-alhoti@hotmail.com