أما العاشرة فهي ليست لك
في صبيحة يوم الاثنين بعث لي أحد الأصدقاء برابط على «الواتساب» يحمل عنوان «أمنية» فقمت بفتحه وإذا به فيلم قصير لا يتعدى عشر دقائق، لكن ما يحتويه من قيم ومبادئ يتعدى الدهر كله.
«أمنية» هي قصة حقيقية كما كتب في بداية الفيلم بأن القصة مقتبسة من واقعنا وقام بصياغتها وكتابة السيناريو لها د.حسن الحسيني وأخرجها محمد راشد الصقر، أما من قام بالشخصية المحورية للأمنية فهو عبدالله ملك.
أمنية هي أمنية كل مسلم بألا يلقى حتفه وهو مدين بالكثير لله عز وجل، وكيف يكون العقاب إذا كان الدين ركنا من أركان الإسلام؟ الزكاة تلك هي الحبكة التي قام الكاتب بصياغة أحداث «أمنية» ليعطي للمشاهد أهمية وكيفية الزكاة، عشر دقائق تبدأ باتصال هاتفي من الشخصية المحورية أثناء قيادته لمركبته طالبا من المتصل الذي يدعى «أبو هاشم» الدعاء له والمسامحة منه وعند انتهاء المكالمة الهاتفية يصطدم بطلنا بحائط وتنقلب المركبة به مفارقا للحياة، وهنا المخرج والكاتب يجعل المشاهد يسأل ما قصة ذلك الرجل؟ ومن هو أبو هاشم الذي طلب منه بطلنا الدعاء له والمسامحة منه؟ أسألة كثيرة تراكمت في ذهن المشاهد يريد أن يعرف إجابتها.
بانتهاء مشهد الحادث تبدأ «أمنية» من خلال محاضرة يقوم بها «أبوهاشم» وهو مسؤول في دولة عن الزكاة يقوم بثوان معدودة من خلال المحاورة مع المحاضرين عن تعريف وأهمية الزكاة وما يمتلكه المجتمع الإسلامي من خيرات مالية فإذا قام أصحاب تلك الأموال بزكاتهم كل عام تجعل من الأمة الإسلامية أمة ليس بها فقير في مجتمعها.
تنتهي المحاضرة بعد إعطاء المشاهد بطاقة تعريفية مختصرة وشاملة عن الزكاة ومن ثم يقوم الاتصال ما بين الشخصية المحورية التي تعد من الشخصيات الثرية في المجتمع وأبو هاشم لإعطائه المبلغ المفترض أن يقوم بدفعه للزكاة هذا العام ومن خلال المحاورة نجد أن الشخصية الثرية ترفض هذا المبلغ لما يحتويه من أصفار كثيرة ويعتقد بأن هذا المبلغ من الأفضل بأن يوضع في أحد المشاريع الاستثمارية، وهنا يرد عليه أبوهاشم بأن هذا شرع الله- عز وجل- والنسبة التي شرعها في الزكاة وتنتهي المكالمة من حيث بدأ الفيلم بوعد من الشخصية الثرية بأن العام القادم سوف يقوم بالزكاة، أما هذا العام فليسامحه «أبو هاشم» ويدعو له، وبعد انتهاء المكالمة لم ينتظر الموت العام القادم ولقي ذلك الرجل حتفه وهو مدين لله سبحانه وتعالي.
مسك الختام: قال تعالى: (وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) آية 10 من سورة المنافقون.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا