الكل يريد أن يصبح Fashionista
من الممكن بما تظنه بأنه مهم لديك لا يكون ذات أهمية عند الغير، وقد يعتقد الأغلبية ما يقولونه من تهرتلات وتهكمات وغيرها من المصطلحات غير المجدية والمجزية هي أساس الحياة، والكثير ينظرون لما يحكى من إشاعات وفضائح بأنها ما هي إلا ملء لفراغهم، ومن هنا وهناك لا نستطيع إلا أن نقول إن الكل يريد أن يصبح Fashionista.
بدأ موضوع عالم الشهرة عندما قام الكثير بتقليد الغرب وذلك ليس بجديد على مجتمعاتنا، وكالعادة إننا عندما نقوم بالتقليد لا نأخذ غير القشور أما التعمق بالشيئ المقلد وأهدافه وتوظيفه في بيئتنا العربية للأسف لا ولم ولن يقوم به الكثير، فتعودنا منذ آلاف السنين على أن نقوم بالتقليد الأعمى والأسوأ.
في الغرب عندما قامت تقليعة fasnionista كان الهدف منها التجديد والتغيير في عالم الموضة من خلال بعض الشخوص الذين يقوموا بتركيب الألوان والملابس وفق الذوق الشخصي أو البعض منهم يقومون بتقليد بعض الشخوص السياسية والاسقاط عليها، أما نحن فقمنا بالتطوير المؤدي للهدم كعادتنا فوجدنا في يوم وليلة الأغلبية أصبحوا fashionista ولكن ليس لعرض ما هو جديد في عالم الأزياء أو تسليط الضوء على بعض الشخصيات وتقليدها بل أغلبيتنا أخذوا من تلك التقليعة بطاقة مرور لعالم الشهرة، والسؤال هنا شهرة في ماذا؟
يوميات فلان والكل متتبعه ينتظر ماذا سوف يقوم به من أعمال أو من سوف يأتي له أو أين سوف يذهب وغيرها من تحركات، تنظيرات وتعقيبات ونصائح لكل شيئ تجد من لديه الحل والمشورة إلى أن أصبحت الأغلبية لا تمتلك غير جملة واحدة تقال فيما بينهم «شفتِ اليوم فلان شنو قال.. وشفتِ فلانه شنو سوت» وللأسف أصبح لفلان وفلانة ملايين متابعون لا لحسن أدائهم أو جودة ما يعرضونه أو لحسن أحاديثهم بل لملء فراغ متابعيهم.
في الماضي كنا نطمح لأن نكون صورة مماثلة لبعض الرموز السياسية أو التاريخية أو الأدبية التي أثرت في تاريخنا العربي والإسلامي وبالأمس كان الكثير منا يتابع كل ما هو خير للمستقبل ولكن حاضرنا أصبح الفراغ يمكث بعقول الكثير إلى أن أصبح الكل يريد أن يصبح Fashionista.
* مسك الختام: تنشأ عبثية التصرف كلها من تقليد أولئك الذين نعجز عن التشبه بهم.. صامويل جونسون.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا