يعيش العالم فترة من الضغوط النفسية والمادية وغيرها من الضغوط التي تجعل المرء على الدوام متأهبا للنزاع والخلاف مع الآخر لأي شيء فقط بأن يجعل من هذا العراك ما هو إلا تفريغ مما يحمله من الشحنات السلبية.
أصبح الفرد منفصلا عن مجتمعه يفضل الوحدة لكي يبتعد عن عالمه الذي صقله الكثير من المتاعب في حياته ومعيشته ظنا بأن هذا الابتعاد وتقوقعه في وحدته سوف يسلم حياته نوعا ما من متاعب الدنيا، ذلك هو الحال وتلك هي نفسيات البشر الكل ينظر للآخر بما يمتلكه، والفرد أصبح لا يحب لأخيه الخير إلى أن أصبحت مجتمعاتنا تنسج نسيج علاقاتها بكم من الصراعات إلى أن أصبحت النتيجة أننا فقدنا الكثير من الحب والتسامح والفرح إلى أن انتهى بنا المطاف وفقدنا معنى الابتسامة.
يبدأ اليوم بصراخ يرج أرجاء المنزل ينبع من عدة أسباب منها صراع قائم بين الأم والمربية في المنزل أو تتغير القوة المضادة ويصبح الصراع قائما بين الأبناء والأم وغيرها من صراعات يومية تلك هي استفتاحية أي يوم جديد، يذهب الكل لعمله أو مدرسته أو جامعته ويبقى من يبقى في المنزل لأداء أيضا عمله، من قام بالخروج من المنزل أثناء تنقله في شوارع يصطدم بالكثير من الصراعات سواء كانت بين المركبات أو الازدحام أو من يلقي الأوساخ في الطرق وغيرها من سلبيات يقوم الفرد باختزالها ليزيد من طاقته السلبية، ومن مكث في منزله يستمر أيضا في الصراعات عبر الأثير وتدور الدائرة في تزايد من الشحنات السلبية إلى أن ينتهي يوم الإنسان ولم يرتسم على مبسمه ابتسامة واحدة.
مجتمعات وأفراد ودول أصبحوا لا يعرفون معنى الابتسامة بل كيف يصنعونها لشعوبهم وأفراد أسرتهم؟ فإذا قام الإنسان بمراجعة جدوله اليومي وحاول أن يغير به من أحداث ليتلاشى كل صراعاته اليومية يجد أن خير ما يبدأ به يومه هو الابتسامة في وجه الآخر.
فمثلا على سبيل المثال لا للحصر عندما تقوم ربة المنزل في الصباح الباكر لتجهيز الافطار وإعداد أبنائها لتهيأهم للذهاب لمدارسهم فبدلا من الـصراخ ومنازعات مع الأطراف الأخرى ماذا سوف يحدث إذا قامت الأم بطلب الشيء وهي مبتسمة لمن تطلب منه الشيء؟! إن الابتسامة على وجه الإنسان تعطي له مظهرا جميلا يبعث للآخر مشاعر الرضا والحب له مما ينتج عن ذلك شحنات إيجابية تعمل على تهدئة القوة المضادة، فما بالك عزيزي المدير وأختي المعلمة وكل من هو مسؤول عندما تبتسم في وجه من يعمل أو يدرس أو غيرها من أعمال تحت مظلتك وترتسم الضحكة على وجهك وأنت تقول: صباح الخير.
مسك الختام: الابتسامة مفتاح السعادة... فابتسم عزيزي القارئ لتبتسم لك الدينا.
Nermin-alhoti@hotmail.com