في فترة الثمانينيات في أميركا وهي الدولة ذات القوانين وحقوق الإنسان قررت نقابة المراقبين الجويين في عموم أميركا إضرابا شاملا وبهذا ستتعطل جميع المطارات وتتعطل الحياة في الولايات الأميركية المتحدة بأكملها ورغم الانذار من الحكومة فلم ترتدع النقابة وقررت المضي في الإضراب، وقبل يوم الإضراب بيوم أصدر الرئيس ريغان قرارا تاريخيا لم يحصل في أي دولة بالعالم وهو «تفنيش» جميع المراقبين الجويين في عموم أميركا في يوم واحد وطلب أن يتولى الجيش المهمة وكان الجيش مدربا، وهنا وجد جميع المراقبين الجويين أنفسهم بالشارع بلا عمل، ورفضت الحكومة إعادتهم رغم توسلهم وتم بعد ذلك تدريب مراقبين جدد لتسلم المهام من الجيش، تلك القصة التي تداولها الكثير من أهل الكويت مساء يوم الأحد الموافق 17/4 عبر الواتساب وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم مما قام به بعض العاملين في القطاع النفطي.
كلماتنا اليوم لم تكتب من أجل قمع الحريات، وحروف مقالتنا لا تقف أمام من يريد التظلم، ولكن عبارتنا اليوم تكتب بحروف من الأسى لما شاهدناه وقرأناه وسمعناه، أتى اليوم الذي نرى فيه المواطن يبحث عن مصلحته متناسيا مصلحة الكويت، نعم هذا ما حدث صباح يوم الأحد عندما تجمهر بعض العاملين في القطاع النفطي رافضين للعمل مهددين ولكن لمن؟ للأسف وبحسرة أن أكتبها «الوطن» من أجل ماذا؟ من أجل حفنة دنانير.
الكويت هي الأم وهي المجتمع فكيف يقوم أي فرد بتهديد أسرته؟ هذا ما شاهدناه في صبيحة يوم الأحد عندما أتى المضربون بخناجر لقتل والدتهم! لن أخوض في التفاصيل لأن كم من كتب لها وعليها ولكن اليوم أكتب باسم ابنة الكويت رسالة لكل فرد يريد أن يغير من تاريخ موطني:
«إذا وقع عليك الظلم أو شعرت به ولديك من المستندات ما يؤكد ذلك اتجه للقضاء ودافع عن حقك بالقانون وليس بالبلطجة، لم أسمع من أجدادي وآبائي أن شعب الكويت كان في يوم ما يسلك سلوك الحاقد والناكر والجاحد تجاه الكويت وشعبها بل من المعروف علينا وتلك السمة هي فخر لكل كويتي أننا شعب متسامح محب للسلام كريم يغدق من أجل الخير، واليوم يأتي من أتى ليغير تاريخ موطني، عذرا لن نسمح لك بأن تغير سمات وصفات الكويت وشعبها، هكذا تربينا وهكذا نبقى من أجل الكويت لا لحفنة دنانير».
٭ مسك الختام: من حق رب العمل أن ينهي خدمات الموظف، وإلا أصبحت علاقة الموظف برب العمل علاقة ابتزاز ذات اتجاه واحد يفرض فيها الموظفون مطالبهم على رب العمل مهما كانت مطالب متعسفة أوغير منطقية.. (نبيل الفضل - رحمه الله).
Nermin-alhoti@hotmail.com