د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

إذا كان ربّ البيت بالدف ضارباً


في مساء يوم السبت عندما كنت جالسة أشاهد التلفاز وكعادتي أقوم بتقليب القنوات إلى أن أجد ما يشدني لمشاهدته، وأثناء البحث وجدت برنامج «العاشرة مساء» بعيدا عن رفضي في أسلوب الطرح من مقدم البرنامج إلا ما جعلني أتابعه في هذا اليوم هو موضوع البرنامج الذي يعد قضية الساعة في جمهورية مصر العربية وهو:

«اشتعال الكثير من الحرائق في الكثير من القرى المصرية دون معرفة الأسباب المؤدية لذلك مما نتج عنها الذعر والخوف ممن يسكنون تلك القرى»، القضية لا تكمن في قرية «المناصافور» ولا تكمن في ضيوف «العاشرة مساء» قضيتنا تسلط الضوء على الإعلام المزيف الذي يقوم على الطرح من أجل تأجيج الجمهور الذي لا يملك البعض منهم من الثقافة الإعلامية والعلمية التي تطرحها أغلبية البرامج، ذلك ما رأيناه وما شاهدناه في قضية «المناصافور».

بدأت الحلقة بشرح مختصر ومفيد من كل من عمدة القرية السيد عامر إبراهيم والنائب طلعت السويدي مع العلم بأنه كان من المفترض إعلاميا أن من يقوم بهذا هو من يدير الحلقة ولكن بغض النظر عن ذلك إلا أننا بعد العرض من كل من العمدة والنائب ومن ثم تداخل الضيوف الآخرين في التحاور الذين اجتمعوا على شيء واحد حتمي وليس فرضيا بتواجد الجن، من هنا تغير محور القضية من خلال المحاور «مقدم البرنامج» الذي أصبحت قضيته استهزاء بالأشخاص الذين يؤمنون بوجود الجن في هذا الزمن؟

ابتعدنا عن المناصافور وأصبحت القضية تصفية حسابات لا نعلم ما حيثياتها وأصبحنا نشاهد مصارعة ما بين مقدم البرنامج وضيوفه على عدم تواجد الجن وتناسى قضيته الأساسية التي استضاف ضيوفه من أجلها وهي القرى التي تكاثرت بها الحرائق!!

المضحك أن معدّي البرنامج أتوا بضيوف خارجيين من علماء النفس ليعطوا رأيهم في تلك القضية كما لو أن المجتمع أصبح أهله مرضى نفسانيين وابتعد المعدّ والمقدم عن صلب الموضوع وأصبح شغلهم الشاغل أنه لا وجود للجن وأن العلم هو من يسير العالم، وللأسف في كل حلقة من ذلك البرنامج لابد أن يختتم بأضحوكة تنزل به ولا ترفعه ولكن كما يقال: غلطة الشاطر بألف، هذا ما حدث في ذلك البرنامج الذي يمتاز بالأخطاء الدينية واللغوية ولا يتعلم من أخطائه السابقة، ففي تلك الحلقة التي خصت قرية مناصافور عندما قامت إحدى الدكاترة النفسيين بالمداخلة الهاتفية وأثناء حديثها وهي مستهزئة بضيوف الحلقة تقول: إذا صاحب البيت بطبلة ماسك ولم تتمكن من تكملة المقولة ومنه نقول للعاشرة مساء:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص.

مسك الختام: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. البقرة ـ 102)

Nermin-alhoti@hotmail.com 

التعليق

x

إقرأ أيضا