في كل عام عندما أقوم بزيارة مكة قاصدة العمرة أجد نفحات تجلي الصدر وتطيب الخاطر وتسرّ العين. هذا العام كانت نفحة الحرم هي «الكراسي المتحركة»، الكل يعلم أن الكثير من كبار السن أو بعضا من المرضى الذين لا يقدرون على جهاد العمرة أو الحج يقومون باستخدام الكراسي المتحركة مستأجرين من يدفعهم لتأدية مناسك العمرة أو الحج. واليوم نجد المسؤولين على خدمة زوار بيت الله الحرام يقومون بفكرة جديدة وجميلة بأن يجعلوا جزءا من الحرم وقفا خصص لمن يريد أن يستعير كرسيا متحركا دون مقابل مادي، تلك الفكرة كانت متواجدة منذ زمن لكن الجديد في ذلك، أنهم منحوا الفرصة للقادرين ماديا بأن يساهموا في ذلك الوقف من خلال شراء الفرد ما يستطيع من تلك الكراسي ويقوم بتسليمها للجزء الخاص لذلك الوقف هذا هو الإسلام، المشاركة في الخير ومساعدة الغني للفقير وما أجمل أن تكون المساعدة لمن يقصد بيت الله الحرام وهو عاجز ويقوم بإكمال عجزه أخوه المسلم، ذلك هو الإسلام الحب والعطاء وتلك هي المملكة العربية السعودية التغيير والتطوير لخدمة زائري بيت الله الحرام.
من هذا المنطلق وما رأيته بعيني واستشعرته بقلبي طرأت فكرة في ذهني مكملة لفكرة الوقف (الكراسي المتحركة) وهي القيام بمركز وقفي يعمل على دورات لمن يرغب في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرضى، تقام الدورات لتدريب الجنسين «الإناث والذكور» على أن يكونوا من حاملي شهادات الثانوية العامة، تقام الدورة على تعليم المتدرب مناسك الحج والعمرة ومن ثم تدريبهم على الإسعافات الأولوية للحالات الطالبة «للكراسي المتحركة» وبعد الانتهاء من الدورات واعتماد شهاداتهم من قبل المركز والحرم الشريف تعطى لهم بطاقة تصريح للعمل في هذا المركز الوقفي ومن ثم عندما يقدم الحاج أو المعتمر بطلب كرسي متحرك تكون الخدمة الجديدة بأن يوجد مرافق للمريض أو كبير السن وذوي الاحتياجات الخاصة من المركز دون مقابل مادي، قد يسأل البعض: ومن يقوم بدفع الرواتب لهؤلاء المرافقين؟
مما رأيته من كم الإقبال من أناس كثيرين لشراء تلك الكراسي وإرسالها كوقف للحرم الشريف يعلن عن ذلك المركز ومن التبرعات والصدقات له تأخذ الرواتب للعاملين به ومن هذا نكون قد رفعنا عبئا عمن لا يقدر على الدفع ممن يستأجر لدفع مريضه أو كبير السن، هي فكرة تبلورت في كلمات مقالتنا اليوم لعله يوجد من يأخذ بها في المستقبل ونجدها في العام القادم ونكتب عنها من خلال نفحات من الحرم الشريف.
٭ مسك الختام: قال عمر بن عبدالعزيز «انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين».
Nermin-alhoti@hotmail.com