د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«جهز الدوا قبل الفلعة»

قبل أن نخوض في كلمات مقالتنا اليوم وجب علينا أن نعطي تفسيرا بسيطا لعنوان مقالتنا فهو مثل كويتي وخليجي أيضا يعني ببساطة «عندما يقوم الإنسان بعذر مسبق قبل أن يقدم على فعل شيء».

لا أعلم لماذا أتذكر ذلك المثل كلما قرأت أو سمعت شيئا يخص موضوع عدم الاختلاط في الجامعة الذي أقره مجلس الأمة عام 1996بغض النظر عن ظروف إقراره والأيادي التي سعت له تبقى لنا قضية عدم الاختلاط بين الجنسين في الفصول الجامعية، من هنا تبدأ قضيتنا ومن هذا يحوم المثل «جهز الدوا قبل الفلعة».

ذاك هو مجلسنا يقوم بتجهيز الأعذار قبل أن يقدم على فعل شيء لتأتي المجالس التالية لتناقش مواضيع تمت الموافقة عليها دون دراسات وتجهيز لها كافٍ ووافٍ وخير مثال نعيشه الآن هو «عدم الاختلاط».

قبل أن يقوم من قاموا في مجلسنا الموقر عام 1996 بفصل الجنسيين في القاعات الجامعية وبعد أن أتت مجالس عديدة على ذلك القرار نسألهم بعض الأسئلة: هل كانت الكويت تمتلك مباني جامعية وافية للطلبة ليطبق عليها ما أقر من مجلسنا الموقر؟ هل قام المجلس التشريعي والتنفيذي بعد إقرار ذلك المشروع ببناء جامعات تستطيع أن تستوعب حيثيات القرار؟ أين كل من رؤساء جامعة الكويت من ذلك القرار؟ لماذا اليوم وفجأة قمت بالتداول وتحويل المشروع للقنوات القضائية؟ هل بعد عجزكم عن تطبيق القرار في جامعات متهالكة وضعت الأمر في أيدي الشعب؟

أسئلة كثيرة تحوم وتفوح من ذلك القرار وغيره من قرارات مماثلة من هنا لا نستطيع إلا القول: «جهز الدوا قبل الفلعة»، نعم قمتم بالموافقة على عدم الاختلاط ولا تملكون امكانيات لتطبيقه فقط من إرضاء البعض على مصير أمة وبعد الإرضاء ونسيان البعض ذلك القرار، أتى اليوم البعض لمناقشته عندما عجزتم عن التطبيق الشكلي والقانوني لأسباب عدة واليوم قمتم بإثارته لإلغائه من قبل الشعب الذي أعطاكم الثقة في مصيرهم.

مسك الختام: تصفيق لمن يعلم بأن الشعب هو القادر على التغيير.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا