أغلبية من يقرأ كلماتي أصبح يعرف من هو «أبومبارك»، وللتذكير هو أستاذي ومعلمي وصديقي الصدوق، بين الحين والآخر كان يقول لي: «وخري عن الحچي عن وزارتچ ومهاجمة مسؤولينچ، أنت ما تبين يعطونچ منصب؟! لا تداحرينهم».
وبالفعل عملت بالنصيحة وأصبحت أتجنب الكتابة عن أخطائهم، ولكن يا بو مبارك الشق عود، ووجبت الكتابة عما يدور في أروقة ذلك المبنى الذي يحمل مسمى التعليم العالي، وإذا عن المناصب ما نبيها لو كانت ضد مصلحة الكويت.
أكثر من شهرين ونحن نعيش في أجواء تارة تملأها الحرارة الشديدة وتارة أخرى الغبار، وختمت في تلك الآونة بالرطوبة التي لا يتحملها أي من البشر. مع بداية الأسبوع، طلبت من أبنائي الطلبة أن يقوموا بتحديد يوم لمشاهدة فيلم مقرر عليهم بالمنهج، وبالفعل تحدد اليوم، وعندما تجمعنا سألتهم: هل مازالت الكهرباء تنقطع؟ وكانت الإجابة «نعم»، وإذا بطالب يقول لي: «أستاذتي حتى إذا الكهرباء متواجدة التلفزيون لا يعمل».
فسألت: «على طاري التلفزيون ما يشتغل، شخبار المكيفات للحين خربانة؟»، فكانت الإجابة «نعم»، وهنا قلت لهم: «أين المنحة الأميرية التي منحت لذلك الشيء؟»، فقالوا لي: لا نعلم!
القضية لم تكن مع بداية الأسبوع، بل المشكلة متواجدة من أعوام ولا تقتصر فقط على مكان عملي، بل المصيبة تسيطر على الكثير من المباني التعليمية بجميع مراحلها، والمسؤولون في الوزارة «محلك سر»، بعيدا عن المنحة الأميرية لتلك المشكلة سؤال يطرح نفسه لمسؤولي الوزارة: فلوس التعليم وين تروح؟
القضية لا تقتصر على التكييفات فقط، بل الكارثة تكمن في مبان متهالكة، ومن هنا السؤال يطرح نفسه: أين وعود المسؤولين الذين يعدون في كل عام بكم من المباني ستكون جاهزة لاستقبال أبنائنا الطلبة بجميع مراحلهم؟ بل أين وسائل التعليمية المتطورة للتقدم والدفع بعجلة التعليم في الكويت؟ بل أين سبل الراحة لأبنائنا وأعضاء هيئة التدريس؟ بل مليون علامة استفهام لمسؤولين في التعليم، وبعد تلك النواقص لا نسمع إلا كلمة واحدة عند المطالبة بحقوقنا المادية «لا توجد ميزانية»، وتقول ما أتكلم يا بومبارك والشق عود!
٭ مسك الختام: «إنني أهيب بالسلطتين التشريعية والتنفيذية الى أن تكون أولى ثمار التعاون بينهما تحديد أهم الأولويات، ووضع الضوابط والإجراءات المناسبة لكيفية استخدام تلك الموارد المالية في تطوير وتحسين مرافق الأمن والتعليم والصحة والتنمية والخدمات العامة، لتحقيق كل ما من شأنه مصلحة لهذا الوطن». من كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
Nermin-alhoti@hotmail.com