د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ألقاب مزيفة

يتجه المجتمع المدني في تلك الأيام إلى فترة تصحيح الألقاب سواء أكانت علمية أو عملية أسندت لبعض الشخوص المزيفة الذين استغلوا الظروف، واتبعوا كل الطرق لمنحهم ألقابا مزيفة للوصول إلى الكراسي.

تلك القضية لم تكن وليدة الصدفة ولم تنتج من بضعة أيام بل هي نتاج أعوام وشهور عديدة تراكمت وغرست في نفوس الكثير ليصبحوا صورة مشابهة لمن كانوا أقلية بالأمس وأصبحوا اليوم أغلبية ألقاب مزيفة.

ألقاب مزيفة كان بالأمس البعيد نجد البعض ممن يطلق على نفسه بأنه دكتور أو مهندس أو ما شابه ذلك من مسميات علمية وهو للأسف لم يكمل دراسته ليستحق ذلك المسمى وكانت تلك الفئة محدودة ومعروفة لدي مجتمعنا، وللأسف الشديد لم تعالج تلك الأنماط من «النقص الذاتي» فكان علاجهم من مجتمعهم هو غض النظر عنهم والدعاء لهم بالشفاء على ما ابتلاهم الله به وهو الشعور بالنقص الذاتي، ومع مرور الأيام ودون وجود عقاب قانوني لهم تفشت العدوى وأصبح أغلبية مجتمعاتنا يمتلكون على سبيل المثال لا للحصر حرف «الدال» بل اصبح البعض يقوم بشرائها ليصبح من وجهاء المجتمع عندما يطلق عليه دكتور ومن هنا لم تقتصر العدوى على حرف الدال بل أصبح البعض يقوموا بتزوير الكثير من الشهادات والمناصب ظنا بذلك بأنه سوف يكون من صفوة المجتمع، ومن هنا وهناك تفشت العدوى إلى أن أصبحنا لا نعلم من هو المزيف ومن هو الحقيقى إلى أن أصبحنا مجتمعا يتسم بالألقاب المزيفة.

تلك الفاجعة التي تركناها دون حلول إلى أن اصبح الصراع قائما بين اللقب والمجتمع ونهايته كارثة جعلت المجتمع المدني يتسم بالزيف والسبب هو لقب، من هذا المنطلق ومن تلك الشبكة العنكبوتية التي نسير بها في ظلام دامس وجب على المسؤولين أن يضعوا قانونا يجرم كل من يلقب شخصه بلقب مزيف بل وجب على الجهات المسؤولة أن تقوم بالتدقيق للأوراق العلمية والعملية أيضا لجميع أبناء المجتمع سواء أبناء الوطن أوالوافدين لوضع المناسب في المكان المناسب له لنصبح مجتمعا لا يوجد فيه شخوص تحمل ألقابا مزيفة في المستقبل.

٭ مسك الختام: يقول الشاعر الأندلسي:

ألقاب مملكة في غير موضعها

           كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا