د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لكم الله يا أمة الإسلام


اليوم من المفترض أن نقوم بالتهنئة فيما بيننا بحلول العام الهجري الجديد، ولكن على ماذا نقوم بالتهنئة لـ 1437؟

القضية لا تتعلق بالعام الماضي فقط بل الأمة الإسلامية عاشت وتعيش أعواما سابقة وأزمنة ماضية كثيرة احتوت شهورها وأيامها على أزمات كثيرة ترسبت منها العديد من القضايا التي إلى الآن لم تحل شوائبها.

أعوام من الفقر حملت أيامها جميع ألوان الفقر سواء أكان في العلم والصحة والأكل وغيرها من أساسيات بناء الإنسان إلى أن أصبحت الأمة الإسلامية تلقب بالشعوب المتخلفة من فقر شعوبها بمعنى الإنسان، من هنا يأتي استفسارنا: لماذا نهنئ ونقول: كل عام والأمة الإسلامية بخير؟

والسؤال هنا: أي خير وأى تهنئة تحمل بين كلماتها الشعور بالنعمة والتطور والارتقاء والنهضة ونحن أمة يراها الآخرون بأنها شعوب متخلفة؟ بل كيف نتمنى الخير ونحن أمة يراها الآخرون أنها العالم الثالث من التدني في التطوير والتفكير؟

في كل عام يحل علينا عام هجري جديد يقتصر فقط على التهنئة والعطل الرسمية وشعوب أمتنا عاشت ومازالت تعيش بين حصار الفقر والجهل، في كل سنة تبعث الرسائل بمختلف أنواعها للتهنئة بالعام الهجري الجديد ومازالت دول في أمتنا الإسلامية تنتظر الفرج وتحلم بالحرية من قبضة الأعداء والمستحلين لها، اليوم ونحن نبارك بعامنا الهجري الجديد مازالت مدن عديدة في أمتنا الإسلامية تعاني من فقر الدواء والماء والطعام، في تلك الساعات من فجر العام الهجري الجديد نهنئ بعضنا البعض ويوجد البعض من أمتنا يقوم بقتل الآخرين من أمة الإسلام ومع كل هذا نقول: كل عام والأمة الإسلامية بخير!

ذلك الخير الذي يضحك الأغلبية على أنفسهم ويظنون أن الأمل يأتي بالتهنئة بالعام الهجري الجديد، إن القضية ليست بكلمات بل هي تراكمات أصابت أمة الإسلام وحضارتها وتاريخها، القضية ليست بوليدة اليوم بل هي تراكمات من أزمنة مختلفة لم يجد البعض لها الحلول فقط اقتصروا على الأمنيات دون تغيير فعلي وجذري لها إلى أن أصبحنا شعوبا شعارها: كل عام والأمة الإسلامية بخير.

٭ مسك الختام: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا