د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

دكتوراه مع سبق الإصرار!

مسمى دكتور أصبح الكثيرون يلهثون وراء نيله في هذه الآونة بأي وسيلة، وبعد أن كانت شهادة الدكتوراه من يريد الحصول عليها يسلك طريق السهر والمذاكرة والجهد في تجميع المعلومات ليصبح كفؤا لها صار الوصول إليها اليوم له طرق كثيرة وملتوية لنيل لقب الدكتوراه دون عناء أو مثابرة، وهو ما يمكن أن نسميه طريق «مع سبق الإصرار».

بالأمس كنت أجلس مع بعض سيدات المجتمع ممن يحملن من الكم العلمي والعملي الكثير دون امتلاكهن لحرف «الدال»، ورغم عدم امتلاكهن لذلك المسمى إلا أنهن يمتلكن من العلم والمعلومات والخبرة ما يجعلني أطلق على كل منهن لقب «الأستاذ» وهو أعلى من درجة الدكتوراه، المهم أثناء حوارنا كن يتساءلن عن تردي مستوى بعض أعضاء هيئة التدريس وعدم إلمام الكثير منهم بالحد الأدنى من المعلومات اللازمة لهذا المسمى الرفيع، سواء فيما يخص مجالهم أو على الصعيد العام، وقامت إحدى الجالسات بذكر اسم شخصية، سألتها ذات يوم عن قضية التعليم فكان رد هذه الشخصية أن الوضع التعليمي للأسف أصبح في تدن ملحوظ، وهنا قامت السيدة بسؤالي عن رأيي في تلك القضية، وإذا بي أقول لها بإجابة مختصرة: ألم تقل تلك السيدة إنها أحد عوامل هذا التدني؟

وهنا اندهشت الحاضرات مما قلته، وطلبن مني التوضيح، فقلت: إن سبب تدني التعليم أن بعض من يحملون حرف «الدال» لا يملكون شهادتها، وقبل الاستغراب والدهشة منكن وسؤالي: كيف؟ وهل أجهزة الدولة تعلم؟

سأقول نعم، أجهزة الدولة تعلم.. تعلم وديوان المحاسبة في كل عام يخبر الجهات المعنية بذلك، وللأسف إلى الآن «محلك سر»، وهذا لا يقتصر فقط على حاملي حرف «الدال» بل يوجد البعض ممن يحملون لقب الأستاذية، وهي أعلى رتبة علمية في التخصص لم يقوموا بكتابة حرف في بحث ولم يقوموا بتجارب ميدانية لينالوا هذا المسمى، ولكن أخذوا الرتبة عن طريق التدرج الوظيفي أو حرف «الواو»، فعندما تتحدث تلك السيدة عن التدني أليست ممن لا يحملون شهادة الدكتوراه وهي تلقب بالأستاذية؟

أليست من قامت بترقية الكثير برتبة الأستاذية وهم لا يمتلكون من الأبحاث والتجارب شيئا؟! هذا لا يقتصر على تلك السيدة بل الكثير أصبحوا يحملون الدكتوراه «مع سبق الإصرار».

٭ مسك الختام: «من قال أنا عالم فهو جاهل».. عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

Nermin-alhoti@hotmail.com 

التعليق

x

إقرأ أيضا