هي مفردة كانت تتداول على مسامعنا من خلال مشاهدة الأفلام المصرية القديمة واليوم أصبحنا نشاهدها في حياتنا اليومية في أنحاء المجتمعات العربية، تلك المفردة التي رفضت حيزها الصغير وأخذت في الانتشار والامتداد إلى أن سيطرت على أغلبية العالم.
«البلطجة» كلمة تعود للأصول التركية ولا تمت الى اللغة العربية بصلة، وتتكون من مقطعين: «بلطة» و«جي » أي حامل البلطة، والبلطة كما هو معروف عند الأتراك هي الأداة للقطع أو الذبح، ذلك هو المعنى وتلك هي الأداة التي تجمعت في شخوص لا يفهمون لغة الحوار ولغتهم تقوم على العنف والقوة والصراخ، ومع تطور الأزمنة أصبح هؤلاء البلطجية يستخدمهم البعض لفرض آرائهم والسيطرة على الآخرين من خلال إرهابهم والتنكيل بهم وسلب ما يمتلكون من خلال البلطجة.
تلك كانت البلطجة بالأمس واليوم أصبحت البلطجة لها من الأنواع والألوان الكثير في مجتمعاتنا والعديد من الصور في حياتنا اليومية، بالأمس كانت البلطجة بالقوة والعنف أما اليوم فأصبحت البلطجة لا تقتصر فقط على الأزقة بل اقتحمت الكثير من الميادين العملية والعلمية بل غزت النطاق الأسري أيضا.
قد لا يروق للبعض أنني أقحمت تلك المفردة في الميادين العملية وقد يدهش الآخر بأنني أجعل أحد أفراد الأسرة يحمل تلك الصفة ولكن ذلك هو الواقع، بالأمس كانت البلطجة تستخدم للإرهاب والسلب أما اليوم فالبلطجة أصبح لها موديل آخر فعلى سبيل المثال لا للحصر إذا نظرنا لبعض المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة فسنجد أن الأغلبية يقومون بالبلطجة سواء كانت بحرف « الواو» أو بالضغط على بعض المسؤولين لترقية أحد الأفراد دون وجه حق فهل هذا لا يعني البلطجة؟ مثال آخر على النطاق الأسري حيث نجد أحد أفراد الأسرة يقوم بطلب الكثير وقد لا تمتلك الأسرة توفيره له فيقوم بالتهديد والصراخ والتكسير في المنزل إلى أن تقوم الأسرة بتلبية طلباته أليس هذا ما يسمى بالبلطجة؟! كثير من الصورة التي نشاهدها على مدار اليوم تؤكد لنا بأننا نعيش في زمن «البلطجة».
مسك الختام: «هناك كفاية في العالم لحاجة الإنسان ولكن ليس لجشعه»...غاندي.
Nermin-alhoti@hotmail.com