د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الطبطبة

هي ليست بأغنية جديدة ولا عنوان لاحد الفنون المرئية، بل هي معنى أكثر من أن تكون كلمة عابرة لما تحمله من معان يحتاجها المرء في أوقات كثيرة في حياته اليومية، وقبل أن نبحر في المعنى المعنوي لكلمة طبطبة وجب علينا أن نتطرق لمعناها اللغوي في معجم المعاني تأكيدا على أن الكلمة عربية المصدر وليس كما يظن البعض أنها تقتصر فقط على أهل مصر وبلاد الشام، فطبطب في معجم المعاني الجامع: طبطب بفتح جميع الأحرف ما عدا الحرف الثاني يسكن على وزن (فعل)، طبطب على الصغير: ربت على كتفيه، أو دق على ظهره دقا خفيفا.

ذلك هو التعريف اللغوي لكلمتنا وهذا ما نصبو إليه في المعنى المعنوي للإنسان، فكل إنسان في مكنونه الداخلي يمتلك طفلا يحتاج بين الحين والآخر الى من يطبطب عليه ويحنو عليه، لا يظهر ذلك الطفل إلا عندما تتراكم الكثير من الهموم والمتاعب على الإنسان هنا ينادي المكنون الداخلي ويصبح الإنسان بحاجة لمن يطبطب عليه ويخفف عنه حزنه الذي ألم به.

في الماضي عندما كنا أطفالا كانت أمهاتنا يدققن على ظهورنا لكي نخلد إلى النوم، تلك الدقدقة كانت تعمل على الطمأنينة وراحة النفس للطفل بأنه يوجد من يحمله ويسهر على راحته طوال الليل، أما اليوم عندما كبرنا أصبحت الهموم لا تقتصر على الخلود للنوم، بل أصبحنا نحتاج الى أيد حنونة تدقدق على ظهورنا لتخفف من آلامنا وتشاركنا همومنا وأن نشعر بأنه يوجد من يشاركنا تلك الهموم والمتاعب وتشعرنا بأنه يوجد من يحنو علينا إذا تأزمت أمورنا وتشعرنا بأنه توجد أياد في وقت الشدة تساعدنا.

تلك هي الطبطبة التي تشمل الحنان والحب والتي تخفف من آلام الآخرين ورغم المعاني وأهميتها على الإنسان، إلا أننا اصبحنا في أزمنة تفقد معنى الحنان والحب فكيف نطالب بمن يطبطب علينا؟

* مسك الختام: مقتطفات من أشعار فاروق جويدة:

جئت إليك لا أدري لماذا جئت؟ فخلف الباب أمطار تطاردني..

شتاء قاتم الأنفاس يخنقني.. وأقدام بلون الليل تسحقني..

وليس لدي أحباب.. ولا بيت ليؤويني من الطوفان..

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك؟

أم أمضي مع الأحزان..

وهل في الناس من يعطي بلا ثمن..

بلا دين.. بلا ميزان؟!

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا