بقلم : نرمين الحوطي
بدعوة كريمة من زميلي المبدع المخرج الأستاذ هاني النصار، تحمل بين سطورها الكثير من الحب والصداقة والزمالة، توجهت إلى حضور مسرحيته «الحارس» والتي كانت تعرض ضمن مهرجان الكويت للمونودراما لدورته السابعة.
بعيدا عن الإخراج وعناصر العرض المسرحي لأن العديد من أصحاب الأقلام النقدية والصحافية قاموا بالتحليل النقدي لها والكل أجمع على تميز العرض وعناصره، فإنني سوف أتوقف عند النص المسرحي على الرغم من أنني لم أقم بقراءة النص على الورق، ولكن، من خلال حوارات الممثل والإرشادات المسرحية البصرية والسمعية، سوف أقوم بكتابة تلك السطور النقدية عن مؤلف «الحارس».
مالك القلاف كاتب سعودي وشرفت بأنني كنت أحد من قاموا بتدريسه أثناء دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية في قسم النقد والأدب المسرحي، وهو حالة نادرة من الإبداع والتميز في كتاباته وتحصيله للمواد والقراءات الأدبية، فمنذ أن كان القلاف طالبا كان يمثل لي حالة خاصة في التميز والأداء، واليوم في مسرحية «الحارس» تأتي مرحلة النضج والإبداع!
الكتابة للمونودراما تعد من الكتابات المسرحية الصعبة جدا لأنها تكتب وتقوم على ممثل واحد دون أن تكون معه خيوط درامية مساعدة لتحاكي الحدث المسرحي، فالشخصية هي التي تمتلك الحدث لتبدأ به وتتصاعد إلى مرحلة الذروة، ومن ثم تجاهد لتفكيك تلك الخيوط لتصل بنا إلى النهاية، وهذا ما قام به مالك القلاف من خلال حوارات الممثل الذي عشنا معه حالة إنسانية مركبة من الذات الإنسانية والمجتمع الإنساني، فحملت الشخصية الكثير من الإرهاصات والقمع والمعاناة، تلك الحالة المركبة وبرغم التركيبة النفسية التي اتضحت لنا من الحوارات والأداء التمثيلي كانت للمتفرج حالة بسيطة لأنها تحاكي معاناة المتفرج أيضا تلك هي المونودراما معايشة بين طرفي الممثل والمتفرج، فلابد أن تجعل المتفرج يعيشها ويتعايش معها إلى أن يصل الممثل والمتفرج ليصبحوا جسدا واحدا. تشعر بأن ما يتم على خشبة المسرح ما هو إلا مرآة عاكسة لمجتمعك، وما يحدث على خشبة المسرح ما هو إلا محاكاة للواقع، وهذا ما قام به مخرجنا أ.هاني النصار من خلال أدواته وعناصره المسرحية ليحاكي بكلمات «مالك القلاف» واقعنا من أحداث «الحارس».
مسك الختام: المسرح دنيا يتفرج فيه الأغلبية على الأقلية، والدنيا مسرح تتفرج فيه الأقلية على الأغلبية.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/02/07-02-2024/22.pdf