في السابق كان انتقادنا على الإذاعة خلال الأشهر العادية مخارج الألفاظ لبعض المذيعين أو نوعية البرامج والتدقيق في المعلومات المقدمة للمستمع، أما اليوم وما نسمعه من أغلبية ما يقدم من الإذاعة الكويتية خلال الشهر الفضيل ما هو إلا حشو فارغ وغير هادف لذلك الشهر الكريم.

لن نعمم لأنه «إذا خليت خربت» ولكن الأغلبية تقوم على تخريب ذلك القطاع فإذا أخذنا على سبيل المثال لا الحصر البرامج الترفيهية وكيفية تقديمها ونوعيتها نجدها للأسف برامج تحمل قوالب فارغة فقط تقوم من أجل مسح عقول المجتمع مع العلم بأن الإذاعة هي أداة لتقوية بناء الفرد وليس الهدم فما نسمعه ما هو إلا تهريج سخيف سواء من قبل بعض المذيعين وبعض المستمعين والنتيجة «تشويش» لعقول المجتمع.

ما أدهشني وما يؤكد أن ذلك القطاع أصبح يعمل على تشويش الفرد عندما حدثت مذبحة 26/6 في مسجد الإمام الصادق لم نجد الإذاعة قامت بدورها الإعلامي بل قامت بـ«التشويش الإذاعي»، بمعنى أوضح ونقصد ونسلط الضوء على ما بعد الحدث لم نجد فقرات تعمل على الوحدة الوطنية وتثري الهوية الكويتية لم نجد تغييرا في مسار إعداد البرامج المقدمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يقوم المعد والمذيع بعد أيام قليلة من الحدث بسؤال المستمع عن كيفية تحضير الهريس؟ كان من الأفضل بأن يستبدل السؤال مواكبة للظروف التي تعيشها الدولة بسؤال عن تاريخ اختطاف الجابرية، أو متى كان تاريخ الضربة الجوية في غزو الكويت، أعتقد بأن تلك المعلومات تثري وتنمي الهوية الكويتية وتعمل على تذكير الفرد والمجتمع بتاريخ الكويت، فضلا عن كيفية تحضير الهريس وتشويش عقول المجتمع بأسئلة تقوم على غياب العقول الكويتية وتعمل على تشويش المجتمع.

٭ مسك الختام: أتمنى أن تغير استراتيجية البرامج الإذاعية والعمل على انتقاء ما يقدم بها لأنه بالفعل سئمنا من التشويش الإذاعي.

Nermin-alhoti@hotmail.com