بقلم : نرمين الحوطي 

ترددت الكثير من الأخبار والعناوين الإعلامية في الآونة الأخيرة عن «ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعاتنا»، سطورنا اليوم لا تقتصر على المجتمع الكويتي بل كلماتنا تسلط الضوء على قضية أو مشكلة عامة يعاني منها نسبة كبيرة في الكثير من المجتمعات العربية والغربية أيضا وهي «الطلاق».

مشكلة اجتماعية أصبحت تعاني منها مجتمعاتنا والأغرب في قضيتنا أن الطلاق أصبح يقع بين حديثي الزواج!

الكثير من الأقلام قامت بالبحث وكتبت العديد من المقالات والدراسات في هذا الشأن ومن أفضل ما قرأت من تلك الدراسات والمقالات الخاصة بهذا الموضوع هو ربط «السوشيال ميديا بالطلاق».

نعم! أصبحت السوشيال ميديا أحد أسباب الرئيسية في التفكك الأسري وليس فقط الطلاق بين المتزوجين حديثا! لن نتحدث هنا عن «خطورة السوشيال ميديا وخطرها على الأسرة» لأن هذا الشق يحتاج دراسات مطولة، كلماتنا اليوم كما ذكرنا في السابق تسلط الضوء على حدوث هذا الانفصال المستهجن بين الأزواج والزواجات الذين دخلوا عش الزوجية منذ فترة قصيرة فقط.


فإذا قمنا بعمل دراسة مبسطة جدا دون التعمق بالبحث والاستبيانات سوف نجد أغلبية حديثي الزواج يقضون أوقاتهم بتتبع للعديد من بعض الحسابات الهادمة للحياة الزوجية! على سبيل المثال لا للحصر: الحسابات التي تعرض الهدايا الباهظة التي تقدم بين زوجين! أو السفر المستمر لدول غالية التكلفة! وغيرها من فيديوهات تعرض لبعض تلك الحسابات الاستفزازية التي ينتج منها أن الفتاة حديثة الزواج تطلب بعد المشاهدة لتلك الفيديوهات من زوجها بأن تعامل بالمثل، وتظن أنه من المفترض على زوجها أن يقدم لها الهدايا عالية الثمن أو السفر لتلك الدول مثلها كمثل من شاهدتهم!

عند ذلك تكون النتيجة بداية الخلافات بين الزوج والزوجة، لأن الزوج لا يقدر على تلك المصاريف. هذا مثال بسيط لخطورة السوشيال ميديا ناهيك عن الوقت الذي يهدر في مشاهدة تلك الفيديوهات التي من المفترض أن يكون وقت الألفة ما بين الزوجين، ولكن للأسف أصبح هذا الوقت وقتا لتتبع السوشيال ميديا! علما بأن القضية لا تقتصر فقط على المرأة بل أيضا الزوج أصبح البعض منهم يلهو بوقته عبر السوشيال ميديا مع العلم بأن هذا الوقت من المفترض يكون لزوجته، فالخطأ يقع من الاثنين والنتيجة خلافات مستمرة وفتور حاد بينهم إلى أن يصلوا إلى «الطلاق».

مسك الختام: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون - سورة الروم: 21).

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/08/14-08-2024/17.pdf