بقلم : نرمين الحوطي
عندما أقوم بالتردد على العديد من الجهات الحكومية لتخليص بعض المعاملات الخاصة بي ألاحظ أن بعض الموظفين والموظفات في هذه الجهات ينقصهم شيء واحد وهو «الكلمة الطيبة»!
هذا الرأي بالطبع لا يشمل جميع الموظفين، ذلك لأنه «إذا خليت خربت»، بل كلماتنا اليوم تسلط الضوء على البعض فقط، وهم للأسف أحيانا ما يكونون كثيرين، حيث يواجه العديدون منا من لا يمتلكون الوجه البشوش والكلمة الطيبة في الدوائر الحكومية! قد يقول البعض إن من يصدر مثل هذه الأحكام لا يعرف ما يعانيه هؤلاء الموظفون من مشاكل وهموم! محاولا التبرير لهذه الفئة ممن لا يبذلون أي جهد في محاولة رسم الابتسامة على وجوههم عندما يقبل عليهم المراجعون! ولكن في حقيقة الأمر أعتقد أن هذه الحجة خاطئة تماما.
فكل منا يملك الكم الكثير من الهموم والمشاكل، لأن الإنسان يعيش في دائرة ضغوط مستمرة، وعلى الرغم من هذا ليس من المقبول أن يكون هذا سببا في أن أقوم بإظهار الغضب على أشخاص ليس لهم أدنى ذنب فيما أعانيه في «حياتي الشخصية»، بل ومن حقهم علي أن أحسن معاملتهم وفقا لمتطلبات عملي، باختصار مفيد «كل له همومه.. فالسالفة مو ناقصة يا جماعة الخير»!
عندما يتقبل الإنسان حياته ويرضى بما كتبه الله مهما كانت الظروف والضغوط، وعلى الدوام يحمد الله ويشكره سوف يجد تلقائيا أن الكلمة الطيبة سوف تردد في حديثه، لأن الحمد والشكر لله سبحانه عز وجل تنزل الطمأنينة في القلوب، فإذا اطمئن القلب هدأت النفس وأصبح اللسان ينطق بكل طيب.
عزيزي الموظف، عزيزتي الموظفة، نصيحة لكم عند الخروج من المنزل تذكروا أنكم لستم وحدكم من يعانون في هذا الكون، فالجميع لديهم هموم وضغوط بل محيطك ومجتمعك أيضا لديه مثل ما تعاني منه وربما أكثر، وبرغم من هذا تحمل المراجع على نفسه تلك الهموم والضغوط وأتى لجهة عملك لكي يقوم بإنهاء معاملته، وربما تكون تلك الأوراق منفذا لتخليص بعض المشاكل التي تواجهه؟ فكن عزيزي الموظف وعزيزتي الموظفة سببا في تفريج همه وحل مشكلته بدلا من أن تكون عقبة أمام ذلك، وإذا لم تستطع فإن أضعف الإيمان أن يكون الرد بالكلمة الطيبة.
مسك الختام: الكلمة الطيبة صدقة... صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة وعلى أهل بيته.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/08/29-08-2024/06.pdf