د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«شوية خصوصية»

بقلم : نرمين الحوطي

من أغرب الأشياء التي قد تحدث للإنسان عندما يقوم البعض باقتحام خصوصيته، وأخص بالذكر هنا «وسائل التواصل الاجتماعي»! ذلك أن البعض مع الأسف يفتقر إلى ثقافة التعامل الصحيح على هذه الوسائل التي يفترض أن الهدف منها هو الاتصال والتواصل!

الاتصال والتواصل في حقيقة الأمر يمثلان ثقافة قبل أن يتعلق الأمر بوسيلة، فليس معنى أن تقوم بقبول الآخر أن ذلك يعطي للآخر حق التعدي على خصوصيتك، وأن يصل الأمر مباشرة إلى التواصل على الخاص!

تلك هي الحقيقة، ولست أنا فقط من يشتكي من مثل هذه التصرفات غير اللائقة والتي لا تتناسب مع حقوق الخصوصية، ففي احدى المساحات تم طرح هذا الموضوع والتطرق إلى المعاناة التي يعانيها الكثيرون عندما يقوم الشخص بقبول مصادقة شخص آخر على «السوشيال ميديا»، ثم يفاجأ بأن هذا الآخر يقوم مباشرة باستخدام هذا القبول بطريقة خاطئة، فعلى سبيل المثال لا للحصر:

بعض ممن يقتحمون الخصوصية يقومون بطلب بعض المساعدات المادية! والبعض الآخر نجدهم يستغلون هذا القبول للمضايقات والمعاكسات! وغيرها من أساليب مبنية على سوء استخدام «وسائل التواصل الاجتماعي».

بالفعل أصبحت تلك الوسائل خطرا على الإنسان مع العلم بأنها أقيمت على أساس وفكرة مفيدة للإنسان وهي «التواصل» مع الآخر للاطلاع على ثقافاتهم وتلاحم الدول من خلال تواصل الأفراد عن طريق «السوشيال ميديا».

حان الوقت لأن يتم التركيز على دراسة ثقافة التواصل الاجتماعي وماهية وسائله، بل حان الوقت لغرس علم الاجتماع وكيفية التعامل مع الآخر في نفوس أبنائنا من خلال مناهجهم الدراسية.

مسك الختام: أصبح الوقت يستدعي تنقيح مناهجنا بالعديد من السلوكيات التي لابد أن تغرس في نفوس أبنائنا وأولها «شوية خصوصية».


Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/09/11-09-2024/09.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا