د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الحمد لله والشكر


عندما نواجه بعض السلبيات في حياتنا اليومية ولا نقدر على تغيير الفعل والفاعل لتلك السلبيات، لا نمتلك إلا نقول: «الحمد لله والشكر».

مع بداية شهر رمضان الفضيل أصبحت أكرر تلك الجملة، وذلك بسبب الكم الهائل من السلبيات التي أراها واسمعها، وأهمها «التبذير»، فعندما نقوم بتجهيز أنفسنا لاستقبال شهر الصوم لا يجب ان يكون القصد هو الشراء والتبذير والإسراف في شراء المواد الغذائية، كما نرى في الجمعيات التعاونية وغيرها من أماكن تباع بها المواد الغذائية وغيرها من مستلزمات البيت، وايضا فان كيفية الشراء لا تتناسب بل تتنافى مع التجهيز للشهر الكريم.

قبل الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان ذهبت إلى جمعيتنا لأشتري بعض المشتريات الخاصة للشهر الفضيل وإذا بي أرى في الجمعية «يوم الحشر العظيم» لم يقتصر الموضوع على الازدحام بل كيفية الشراء، فما رأيته من الأغلبية وما يقومون بفعله والتبذير في شراء السلع الغذائية الذي أدى إلى نفاد الكثير منها جعلني أشعر بأننا في حالة حرب وليس في استقبال شهر الصوم، وهنا لم أستطع إلا أن أقول: «الحمد لله والشكر».

تلك الجملة تقال عندما نرى فعلا جنونيا يقوم به فاعل مجنون، نعم فأغلبية ما يقوم به الناس في مجتمعنا وإلى الان هم مستمرون فيه من التبذير في الشراء ما هو إلا جنون وينبئ عن عدم امتلاكهم لمعرفة ما هو شهر رمضان، فعندما يقوم المرء للاستعداد لشهر الصوم لا يجب ان كل همه القصد الى الشراء والأكل والشرب، إنما المطلوب وهو الاهم تجهيز الذات ونقاؤها وصفاء الروح والتسامح والصبر على مشقة الصوم، والإكثار من قراءة القرآن، وقيام الليل في الصلاة لله عز وجل، هذا هو رمضان، وذاك هو الصوم، فالشهر الكريم لا يكون استقباله بالتبذير في الأكل والشرب والغبقات والتجمعات بل هو شهر ينتظره الإنسان للاقتراب من الله عز وجل، ولكن ما نقول إلا: الحمد الله والشكر.

مسك الختام: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا). الآية 27 من سورة الإسراء.

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا