د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

القناعة

بقلم : نرمين الحوطي

«بندورة» هي إحدى الأساطير المسرحية، بعيدا عن تفاصيل الأسطورة يبقى لنا المعنى والقيمة لـ«القناعة». هذا هو مغزى الأسطورة التي سأتناولها في السطور التالية باختصار.

كانت «بندورة» امرأة جميلة في عالم جميل يسوده الخير والسعادة والحب، وكانت تمتلك صندوقا جميلا بين كل الخيرات التي تمتلكها، كانت تقدر أن تستخدم كل ما عندها ماعدا هذا الصندوق! وفي يوم قامت بفتحه، وإذ بكل الشر والحقد والتعاسة يخرج من هذا الصندوق، لأنها لم تقتنع بما تملكه. وهذا هو حال البعض في دنيانا الذين يقومون بفتح صناديق للمتاعب، والسبب: لعدم قناعتهم بما منّ الله سبحانه وتعالى عليهم من نعم. فمن منا راض بما قسم له الله تعالي من خير؟! الأغلبية: لا أحد! فقلما نجد من يرضى، فمثلنا مثل بندورة التي لم ترض بالخير الذي أمدها الله به، بل إن طمعها جعلها تفتح الصندوق.

ها نحن كل منا يوجد عنده صندوق داخل تكوينه أو يحيط به على سبيل المثال لا الحصر: بعض المسؤولين لعدم قناعته بما منّ الله به عليه من منصب نجده لا يريد للموظفين الترقي والتقدم ليبقى هو الأول ولا أحد يأخذ منه الكرسي، وبعض الأمهات للأسف يوجد عندهن تلك الصناديق فنجدهن تاركين نعمة الله على أطفالهن وتربيتهم ويلتفتون نحو الصناديق المغلقة (غيرتها على زوجها، زينتها، جلوسها مع الصديقات لمعرفة الأخبار...إلخ)، متناسيات نعمة الله عليهن وهي تربية الأطفال، وحينها ماذا تكون النتيجة؟ جيل كامل يفقد الحب والعطاء لأنه لم يجد من يغرسه في نفسيته، فيصبح جيلا متنمرا حاملا الكثير والعديد من الأحقاد، لماذا؟ لأنه لم يجد من يغرس في تربته القناعة. وكم من أمثلة نراها ونسمع عنها جميعها تنصب على أن من قام بها لم يقتنع بما أعطاه الله من نعم وفضل، حتى إنه يفتح الصندوق ليكون نقمة عليه وعلى محيطه في بعض الأحيان.

قارئي العزيز عندما استحضرت أسطورة «بندورة» كانت مثالا لكل فرد لنا، إذ لابد لنا أن نتصف بالقناعة، وأن نشكر الله ونحمده على النعم التي أنعم الله علينا بها، فقط أن نقول: الحمد لله.

مسك الختام: «القناعة كنز لا يفنى».
 
 
 
Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2025/01/08-01-2025/12.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا