قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
نعم هي لغة تفتقر اليها الكثير من المجتمعات، إلا أن إسلامنا قام عليها وكانت من أسس العقيدة، فإذا قمنا بقراءة القرآن الكريم نجد كلمة التراحم ذكرت أكثر من مرة وفي أكثر من آية، بل نجد في العديد من الأحاديث والقصص في السيرة النبوية ان الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ينادي ويذكّر بها، إلا أن أننا مع مرور العصور والأزمنة وتغير الحياة افتقدنا معها لغة التراحم ومعانيها واصبحنا مثلنا كمثل المجتمعات الأخرى نفتقد الرحمة في قلوبنا.
التراحم لا يقتصر على أن تكرم الفقير وتطعم المسكين وتساعد المحتاج، الرحمة أن ترحم في حديثك قبل تصرفك، تلك هي لغة التراحم التي أصبحت أغلبية المجتمع الإسلامي تفتقرها، فكثير ممن يقومون بالتبرعات والصدقات من باب رحمة الغني على الفقير وما نجده بأن البعض يستخدم تلك اللغة للإعلام والإعلان على صدقاتهم وتبرعاتهم دون أن يرحموا المحتاجين ووضعهم في وضع لا يرتضونه ولكن حاجتهم للرحمة هي من تجعلهم يرضخون لمن لا يرحم.
من أجمل ما أوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه إذا أعطتك يدك اليمنى خيرا لا تراه اليد اليسرى تلك هي الرحمة التي تقوم بين الرب والعبد دون الإعلان والإعلام، فعندما ترحم الفقير والمسكين والمحتاج فأنت تأخذ من اسم الرحمن الرحيم لتنال منه الأجر دون غيره، واليوم نرى أغلبية ممن يدعون بأنهم يمتلكون لغة التراحم فقط من أجل الدعاية لهم دون أن يفكروا بجزاء الرحمن الذي هو أسمى من أي إعلان وإعلام، فأين أنتم من رحمة الله لبني البشر.
٭ مسك الختام: تذكروا يا من تجهلون لغة التراحم من «بسم الله الرحمن الرحيم».
Nermin-alhoti@hotmail.com