د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

خير الناس

بقلم : نرمين الحوطي


«خير الناس أنفعهم للناس»، جملة قد يقرأها الكثير ويرددها الأكثر، ولكن البعض منهم لا يتعمق في معاني حروف كلماتها والبعض الآخر لا يطبق معاني كلماتها! وتلك هي إضاءتنا اليوم من خلال سطور مقالنا.

إن خــير الخــلق عـــلى الإطلاق هو نبينا المصطفــى علـــيه أفضل الصلاة والسلام، فــلابد من كل مسلم أن يقتدي به وبسنته، فيقول رسول الله عندما سئل أي الناس أحب إلى الله؟ فأجاب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرور تدخله على المسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد».

ذلك هو الإسلام وتلك هي سنة رسولنا خاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أهل بيته، فالخير أن تقدم العون للآخر وتدخل الفرح والبهجة على كل من يحتاج المساعدة، فالخير هو إسعاد الآخرين ومد العون لكل من طلبه ومن لا يطلبه؛ لأن الكثير يلتزم الصمت عن حاجته، وهنا يكمن الخير في أن تشعر بالآخر دون أن يشتكي، ومن أفضل الخير أن تكف الشر عن الغير، ذلك هو الخير للناس وأنفعهم.

إضاءتنا اليوم على البعض الذين يقومون بالتدخل في شؤون الناس ظنا أن ذلك هو الأنفع أو الأصلح، وقد يقومون بنشر التفاصيل في المجالس متباهين بأنهم يريدون الإصلاح، ومثل هذا الشخص لا يعلم، وقد يعلم، أنه يكــشف ستر الآخر. وهناك كثير من التصرفات الخاطئة التي يظن البعض أنها الأصلح والأنفع، فمثلا عندما تكون في أحد المجالس «اليمعات» يقوم البعض بسرد بعض القصص الخاصة بالبعض للاستشهاد بها! عفوا يا من تظن أن في هذا الاستشهاد منفعة ! بل هي فضيحة لمن تسرد قصته لتستشهد بها للمنفعة ! فخير لك أن تستر على أخوك المسلم، لأن الستر هو المنفعة له وليس الاستشهاد بقصته لتعتلي منبر المنفعة على ظهور الآخر.

مسك الختام: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) - (12) من سورة الحجرات.

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2025/07/09-07-2025/07.pdf


 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا