بقلم : نرمين الحوطي
ذلك هو المسرح وتلك هي أيقونته «الضاحك الباكي»، عشرون عاما أو أكثر ومازال المسرح: محلك سر!
في تاريخ السابع والعشرين من شهر يونيو عام 2007 كانت لي مقالة في «الأنباء» تحت عنوان «أين أهل الثقافة والفنون؟»، عندما قمت بقراءتها (وتلك عادة أقوم بها على الدوام بقراءة القضايا التي قمت بطرحها من خلال مقالاتي)، المراد: وجدت الماضي يحاكي الواقع والنتيجة: «محلك سر». وفيما يلي سطور المقال:
المسرح ذلك الصرح الذي يعد من أقدم فروع الثقافة والفنون منذ بدء الحضارات، حيث لعب أدوارا مهمة على مر التاريخ في كثير من بلدان الكرة الأرضية، وبصماته واضحة وبارزة في كثير من المواقف الحرجة على مستوى الشعوب.
إن المسرح مرآة عاكسة لحضارة أي بلد على الكرة الأرضية، ومن هذا المنطلق لا بد أن نلقي عليه نظرة ليست عابرة، ولكنها نظرة متأملة، بل ومتعمقة لكي نستطيع الوقوف على ذلك المفهوم الخطير الذي يلعب دورا مهما في حياة الشعوب.
بداية، هناك سؤال يطرح نفسه: أين نحن في دولة الكويت من ذلك الصرح العظيم (المسرح)، وإلى أي مدى وصل ذلك الفن في بلدنا؟ وإلى أي اتجاه يسير؟ ذلك فرضا ان وجد في الأصل مسرح كما عرفه الإغريق ومن بعدهم إلى وقتنا هذا في كثير من الدول، ومنها دول العالم الثالث التي ازدهر فيها ذلك الفن، وأقيمت له مهرجانات محلية ودولية واجتمعت له عشرات الدول لكي يقوم بعرض بضاعتها الفنية، بل تؤكد للعالم من خلال العروض على وجودها الفني وتطلعاتها الفنية والفكرية بمختلف أشكالها من خلال عرض المسرح.
إن الكويت أعطت لذلك الفن الوليد منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان إمكانات بلا حدود، بل وشجعت القائمين عليه واستقدمت له من كل بلد أساتذة لهم وزن للمساعدة على تركيز قواعد ذلك الفن الوليد إلى أن شب وعلا.
ولقد كانت للكويت الأسبقية في الخليج العربي في إقامة معهد متخصص لهذا المسرح ومازال يعمل ويخرج لوطننا كوادر فنية يمكن أن يشيدوا حضارة إذا ما أرادوا ذلك، وهنا السؤال يطرح نفسه: هل المثقفون والفنيون يريدون إعطاء وإثراء الكويت في هذا المجال؟
إن نظرة سريعة لحال المسرح في الكويت تجيب عن السؤال، بل تدعو إلى الأسى للمستوى الذي وقف عنده مسرحنا مقارنة بكثير من الدول الأقل إمكانات منا في كل شيء.
نحن الآن نعيش في قرن التحدي المكشوف في كل شيء، لا بد أن نستفيد من اللحظة الراهنة في جميع التخصصات، والفن لم يكن يوما أقل أهمية من غيره، الكل يسهم في بناء الوطن، إذن إننا هنا نطرق أحد أبواب التحدي وهو الفن (المسرح) الذي تخصصنا فيه ولنترك بقية الأبواب لأهلها لكي يدافعوا عنها، ويمهدوا لاقتحام المجهول، والمسرح في حالتنا الراهنة وبهذا المستوى المتواضع لا يمكن أن يحسب لنا كفن عريق، وإذا نظرنا إلى الوراء لمساحة زمنية، أي نحو ثلاثين عاما مضت، وقمنا بعملية تقييم لذلك المسرح، فسنجده أشد صلابة من حيث المضمون والشكل، بل كان أكثر انتشارا عما نراه في هذه الآونة... لماذا؟
هل الزمن يضعف أم يكون عامل تقوية؟ إن مسرح الستينيات، ولن أخوض في تحليلات، إذا قورن بمسرح الآن، نجد مدى بروزه وقوته بين بقية الدول، فلماذا هذا الرجوع على الرغم من كل المقومات المقدمة من قبل الدولة؟
٭ مسك الختام: ويبقى السؤال بعد عشرين عاما تقريبا: أين الضاحك الباكي من خارطتنا؟
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2025/07/23-07-2025/05.pdf