د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الجيل الضائع.. (2)

بالأمس قمنا بطرح ما يبث على شاشات التلفاز من مسلسلات شهر رمضان المبارك، وكما قلنا بالأمس ان هذا الشهر هو شهر الهداية، ولكن ما نقوم بمشاهدته من طرح قضايا لا تمس المجتمع العربي بصلة جعل من كلماتنا وقفة تسأل وزراء الإعلام العرب: أين هم من هذا الشهر؟

في الماضي الجميل كان شهر رمضان وما يعرض فيه من مواد إعلامية تحمل المعاني الجميلة وتحاكي المجتمع وتطرح الكثير من القضايا الأسرية والوطنية والتاريخية، فمن منا لا يتذكر مسلسل «العائلة» و«رقية وسبيكة» و«خامس الخلفاء الراشدين» وغيرها من المسلسلات وبرامج أيضا كانت تقوم بالتسلية، ومع هذا كانت هادفة وترتقي بالمشاهد العربي، ذلك هو الماضي الذي حالفني الحظ وكنت من أبنائه وتعلمت الكثير من المواد الدرامية التي كانت تقدم خلال شهر الهدى، ليس هذا فقط بل كانت الداما التلفزيونية في ذلك الوقت تقوم على غرس القيم وإعطاء المشاهد معلومات سياسية وتاريخية لأزمنة أجدادنا في عصر الإسلام.

أما اليوم فأغلبية ما نشاهده من قصص باهتة ونماذج فردية جعلها الإعلام الفاسد شخوصا فاعلة في المجتمع، قد يسأل البعض كيف؟ عندما تعرض بعض المسلسلات التي تقوم على بطل تراجيدي ما هو إلا مجرم بجميع أنواع الإجرام أو بطلة تكون من بنات الليل وتجعل منهم محور مشاهدة الأسرة ونخص «الفئة الشبابية» لتغرس بهم عادات مستحدثة لا تمت لمجتمعاتنا بصلة، تلك المسلسلات ما هي إلا بداية لضياع الجيل القادم، فعندما يرى أبناؤنا ان تلك الشخوص الشاذة الوهمية يكتب لها ويقوم بعض الكتاب بإبرازهم كشخصيات محورية في مجتمعاتنا مع الأيام والشهور وتكرار تلك النماذج لهم تصبح في مستقبلهم قدوة لهم.

والسؤال هنا: في أغلبية المقالات والأحاديث الصحافية نجد أن هناك أغلبية تسلط اللوم على دور التربية فيما نراه من سلوكيات أبنائنا ونرمي باللوم عليهم بعدم المراقبة، واليوم نسلط الضوء على دور الإعلام وهو دور أساسي في تربية النشء، ونسأل: بماذا قمتم لبناء الجيل القادم في اجتماعاتكم السنوية والشهرية وكل مهماتكم التي تقومون بها من أجل تقديم إعلام أفضل لبناء الهوية والإنسان العربي؟ أم ان البعض منكم أصبح يتاجر بعقول أجيال المستقبل مع الأجندات الخارجية لهدم أبنائنا ليصبحوا في المستقبل الجيل الضائع؟!

مسك الختام: ومنا إلى وزراء الإعلام، أين قوانينكم لترسيخ كتاب الله ونخص (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس).

  Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا