د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

عبايتي..عزوتي

بقلم : د. نرمين الحوطي

عبايتي هي بيتي... هي داري... عزي وعزوتي

هالعباية كل من شافها وقف لها احتراما... وأخلى لها كل سكة ودرب

ولي مرت طيف عبايتي بالفريج... نزلت الرجال كل عيونها في القاع

عباتي هيبة...عباتي وقار...هي ستر المرا...

حجوة لو اختلف عليها الزمان والمكان... هي هي ما تتغير.

كلمات سمعت وأديت أمام الجمهور على مسرح المتحف الوطني.

تلك السطور اقتبست من العرض المسرحي الذي قدم من فرقة «تياترو» تحت عنوان «عباية»، وهو من إخراج المبدع الأستاذ هاني النصار، ومن تأليف الدكتورة فاطمة العطار ومن تمثيل روح صلاح.

«عباية» هو عرض مشارك ضمن مهرجان الكويت الدولي للمونودراما لدورته الثامنة، بعيدا عن المهرجان وعن العرض المسرحي وعناصره سطورنا اليوم تسلط الضوء على النص المسرحي الذي حالفني الحظ وقمت بقراءته، وهذا ما جعلني أتعايش مع العرض أكثر لأنني قرأت كلماته وعشت ما بين سطور قضيته «عباية».

الحروف تستمد قضيتها من عبق الماضي لتحاكي الحاضر بكلمات رمزية مباشرة للقارئ وللجمهور أيضا، فالكاتبة تنادي برمز أساسي وركن لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا وهي «العباية»، لتحاكي الكثير من السلبيات التي يعيشها واقعنا وأهمها «السوشيال ميديا» وكيف يأخذ البعض من مستقبلنا وحاضرنا من عاداتنا وتقاليدنا سخرية من أجل «ترند»!

«عباية» سطور تحاكي الواقع وتضرب ناقوس الخطر بأن حان الوقت بأن نغرس في أجيالنا ومستقبلنا عاداتنا وتقاليدنا، بل حان الوقت لأن نرسخ في مجتمعنا احترام عاداتنا وتقاليدنا ولا نجعلها مادة للسخرية كما يفعل البعض.

«عباية» كتبت بأنامل امرأة لا تنتمي للجيل الماضي، بل هي من الطاقات الشبابية، ورغم التمدن والمعاصرة اللذين تربت عليهما إلا أنها تعتز بعباءتها وثقافتها، لأنها تنتمي لهذا التاريخ ونشأت على حزاوي العبق الجميل. سطور تنادي بالاعتزاز بعاداتنا وتقاليدنا، فمهما تقلدت المرأة من مراكز ومناصب ودرجات علمية تبقى عاداتها وتقاليدها راسخة في تكوينها، شامخة بتاريخها وتراثها، تلك هي «العباية».

مسك الختام: تقول د.فاطمة العطار «إن أول ما ينحط في دزة العروس عبايتها.. وآخر ما ينحط على چفنها هم عبايتها».

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2025/11/19-11-2025/08.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا