الحب هو علاقة وثيقة، تقوم على جمع وترابط شخوص فيما بينهم، أو ما بين فرد أو أشياء أخرى، فالعاطفة مشاعر لا تقتصر فقط على العلاقة بين الرجل والمرأة، بل هي أحاسيس تكمن في مكنون كل فرد.
ذلك هو الحب الذي تتعدد صوره في كثير من العلاقات الإنسانية، فحب المخلوق لخالقه، وحب الفرد لوطنه، وحب الأب لأسرته، وحب الأم لأبنائها، وحب الصديق لأصدقائه، وحب العلم والمعرفة، وغيرها من العلاقات الإنسانية التي تجمعها كلمة «الحب».
ويبقى السؤال: كيف نحب؟ تلك هي المعادلة الصعبة التي يواجها الكثير منا، فالحب أساسه العطاء للآخر دون انتظار المقابل منه، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وهو خير مثال لكيف نحب؟ حب المخلوق للخالق، فعندما يتقرب الإنسان إلى الله عز وجل، ويحب عبادته، ويقوم على أداء فرائضه، ويطلب الدعاء منه، ويسترجي منه دون شرط أو اشتراط لما يترجاه منه، هنا تكون عملية التطهير للنفس البشرية، حيث تقوم بنزع الكثير من الشوائب الدنيوية، ويبقى حب المخلوق للخالق دون شرط واشتراط، ويبقى الحب بين الفرد والله سبحانه وتعالى.
الحب هو عملية تطهير للنفس، وعدم السعي للطلب والنيل من خلال تلك العاطفة، من ذلك المنطلق يدرك الإنسان كيف يحب، إذا أردت أن تبدأ فلتكن بدايتك بحب الله سبحانه وتعالى، فأنت من هنا تكون قد وضعت قدميك على الطريق الصحيح، فحب ذي الجلال والإكرام هو بداية التطهير الذاتي وامتلاء النفس بصفاء الروح، فكلما اقترب الإنسان من الله عز وجل وتعشّق في حب الرحمن الرحيم سكنت المحبة والمودة في قلبه، وهنا تكون قد توصلت الى كيفية حب الآخرين.
مسك الختام: من «رابعة العدوية»:
يا طيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري يا حياتي دائما
نشأتي منك وأيضا نشوتي
قد هجرت الخلق جمعا أرتجي
منك وصلا فهو أقصى منيتي
Nermin-alhoti@hotmail.com