د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الدنيا ربيع


بغض النظر عن سوء الأحوال الجوية التي نعيشها في مجتمعنا إلا أن العالم بأجمعه في الأسابيع الماضية كان يحتفل بقدوم الربيع أيا كانت المذاهب والأديان والحضارات فمنذ 21/3 إلى يومنا هذا ونحن نعيش في احتفالات فصل الربيع المقامة لكل حضارة، وعند أغلبية المذاهب، الكل يرسم الضحكة ويبعث البهجة من خلال عقائده في نفوس الآخرين كل هذا احتفالا بقدوم فصل الخير والزراعة ومن هذا وذاك وبرغم ما يحل علينا من أمطار ترابية إلا أننا نجد زهرة النوير بدأت بملء برنا وصحرائنا ومع سطوع لونها الأصفر المبهج الذي يبعث في نفوسنا الفرح والسعادة بعثت إلي رسالة من أستاذي مهنئا بعيد الربيع تقول سطورها «السعادة لا تحتاج إلى معجزات كل ما يحتاجه الإنسان قلب متسامح ووجه مبتسم وقناعة بالنصيب وثقة تامة بالله بعزته وكرمه على بني الإنسان».

هذا هو الربيع الذي ينعش نفوسنا ويبعث السعادة في قلوبنا وتلك هي كلمات أستاذي التي تصف ما هو الربيع وما هي سعادة الإنسان، قد يظن البعض بأنني أبالغ بأن الربيع مرتبطا بتهنئة معلمي ولكن من يقوم بالتدقيق بسطورها يجد ما بين حروفها نغمات الربيع التي تدغدغ مشاعر قارئها، فلنقم بتحليل وتفكيك تهنئة أستاذي لنجد أنه بدأها بالسعادة فما هي السعادة إلا الربيع وملء النظر والنفس بألوان الزهور التي تبعث في نفس الإنسان الابتهاج وتغمر القلب بالراحة النفسية التي ينتظرها منذ وقت طويل ويبحث عنها في كل مكان، وها هو النوير وغيره من زهور تتفتح ويتفتح معها الأمل في دروب الحياة، ذهب الشتاء ورحل الخريف ويحل علينا الربيع لنرى قدرة الله سبحانه في الكون تلك هي قدرة العزيز الجبار التي لا تحتاج إلى معجزات فعندما يقوم الإنسان بالتأمل في تبديل الفصول وتغيير الحال إلى حال يشعر بالقناعة التي تريح النفس وتبعث الطمأنينة في القلوب ويدرك بأن من يمتلك مصيره هو الله عز وجل وهنا تمتلئ الروح بالتسامح مع الآخرين وتجعل الوجوه مبتسمة في وجوه الآخرين ذلك هو الربيع وتلك هي رسالة أستاذي ومن هذا وذاك لا نقول إلا « الدنيا ربيع ».

مسك الختام:

آدي الشتا ياطول لياليه

ومر الخريف بعده بدل زهور الغرام

وآدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا