اشتاقت الكلمات والحروف بأن تنادي ذلك الاسم «أمي»، اليوم أكتب لها ولكل أم عظيمة أفنت عمرها في تربية أبنائها، تناثرت الأشعار وكثرت الكلمات في مدح الأم وبرغم ما كتب وما تغني به إلا أنه لم يوف حقها بشيء.
الأم هي الحب الأول والأخير هي المهد والموت، تلك هي الأم التي منحها الله عز وجل دونا عن سائر الكون «الحب والحنان»، فمنذ أن كان الإنسان نطفة في أحشاء والدته وهي تلمم به وتحتويه في أحشائها إلى أن يخرج إلى الدنيا ويرى النور بعينه وهو في حضن أمه تغذيه من حبها وتفطمه من حنانها ويكبر ويترعرع على ذلك الحب ليحنو في الكبر على من أفنت حياتها من أجله، تلك هي الأم الحب الخالد.
قليل من الأيام وعدد من الساعات لا تكون كثيرة والعالم بأكمله يحتفل بعيد «الأم» ذلك اليوم الذي تخصص بأن تتذكر فيه الأم ويحتفى بها وبرغم من تلك المحافل وشراء الهدايا إلا أن الأم لا تتذكر في يوم واحد أو في لحظة وقتية مفردة لأن حبها لا ينسى لكي أتذكره في يوم ما، فالأم هي الحياة وهي النبض والقوة والأمان وكل شيء في الوجود، فكيف تنسى ولا تذكر إلا في يوم 21 مارس من كل عام؟ عفوا لمن قام بتلك الفكرة بأن يخصص يوما واحدا لذكرى من احتضنتني من مولدي وترعرت في نعيمها إلى أن كبرت في ذلك الحب، الأم يا من تذكرها في يوم من العام فهي كل أعوام العمر، ففي كل يوم من عمر الإنسان يتذكرها خمس مرات حينما يقوم لصلاته ويدعو لوالديه، فكيف اقتصرتها على لحظة والله عز وجل أوجب على بني الإنسان ألا يقطع الدعاء عنهما في صلاته، أين أنت يا بني الإنسان عن حكمة الرحمن الرحيم الذي أنزل رحمته في أحشائها لتحضنك برحمته؟
كن كريما وخذ من حكمة الله عز وجل عندما جعل الدعاء لها في الصلاة التي تلازم الإنسان إلى الموت، واجعل حبك وذكراك لأمك في كل يوم لا ليوم واحد في العام واحتضنها كما احتضنتك في الصغر وراعيها بحنانك كما رعتك في طفولتك، وإذا فقدتها في الكبر أحسن إلى من كانت تحسن إليهم ولا تقطع صلة رحمها وواصلها بالدعاء بعد موتها كما وصلتك وأنت في أحشائها.
إلى أمي ليس الأمس ولا اليوم ولا غدا فأنت معي أدعو إليك وتدعو إلي برغم الفراق لم ولن أنساك، كلماتي لا تقتصر فقط على 21/3 فكل يوم هو عيد لك في قلبي وعقلي وذكرياتي معك كلها يا من أطعمتني من حبها وأسقتني من حنانها فكيف يقتصر حبك على يوم وأنت أيام العمر يا أمي.
مسك الختام: اللهم ارحم والدي واسكنهما فسيح جناتك.
Nermin-alhoti@hotmail.com