تعددت الأخبار وتكاثرت الشائعات، والغريب هذه الأيام أننا قبل القراءة أو السمع نجد أن الخبر مسبوق بكلمتين هما «آخر خبر»، ومن الكم الذي يتداول على مسامعنا وتقرأه أعيننا أصبحنا لا نفرق بين «الصچ والچذب»، تلك هي حالة مجتمعنا والمجتمعات الأخرى.
في الماضي عندما كان من كان يريد أن ينشر شائعة أو توصيل معلومة حقيقية كان ينشرها عبر الديوانية أو مجالس النساء أو غيرها من التجمعات وكان ذلك يتم في أوقات محددة ومقتصرة، أما اليوم مع عصر التكنولوجيا وتعدد التواصل في فضاء التقدم العلمي فأصبحت الشائعات والأخبار ليس لها وقت محدد ولا أناس معنيون بل أصبحت جزيئات في الهواء الطلق يلتقطها كل من يريد إلى أن أصبحت أغلبية المجتمعات شغلها الشاغل أن تتابع«آخر خبر».
في يوم كنت أحادث معلمي وأستاذي وإذا بي أقول له معلومة تخص جهة حكومية وإذا به يسألني: طبعا هذي المعلومة من تويتر؟ فضحكت وقلت: كيف عرفت؟ فقال لي: للأسف توني في الديوانية وأحد من رواد الديوانية قالها أمامنا وقمنا بمناقشته والاتصال في المعني بهذه المعلومة وأنكر ما يتردد من شائعات، فاعتذرت له وقام بإكمال حديثه لي وقال: مشكلة هذا الوقت وللأسف ليس الجيل الحاضر بل بعض الجيل الماضي الذين انعدموا منكم بأنهم أصبحوا يصدقون كل شيء دون أن يتأكدوا من صحة الخبر أو المعلومة أما في الماضي فعندما كانت مجتمعاتنا منغلقة وجلساتنا محدودة كانت الأغلبية عندما يريدون ان يقولوا معلومة لابد أن يشيروا الى مصدرهم أو أين قرأوه، وأي معلومة لابد أن تكون في كتاب كاتبه ثقة أو تكون الجريدة معروفة أو رسمية وليست من الصحف الصفراء كما تقولون عنها الآن، للأسف أصبحت جميع المعلومات التي تتردد في أجهزتكم جميعها كاذبة بل أصبحت أجهزتكم صفراء من أجل أن تمتلكوا «آخر خبر».
٭ مسك الختام: لو أن الناس لم يتحدثوا إلا فيما يفهمونه لبلغ السكوت حدا لا يطاق.. برناردشو.
Nermin-alhoti@hotmail.com