بعيدا عن أنني ابنة جريدة «الأنباء»، إلا أنني اليوم سأقوم بكتابة نقدية لإحدى صفحاتها، ليس بقلم المجاملة لانتمائي لها، ولكن بقلم أم ومربية قبل أن أكون ناقدة في عالم الطفل.
في صباح الجمعة الماضي وكعادتي في كل صباح، أقوم بقراءة الصحف اليومية، وأجعل صحيفتي «الأنباء» الأخيرة، وأثناء تصفحي لجريدتي وجدت الأمل والحلم ينبثق من صفحتي 18 و19 اللتين تحملان عنوان «أطفال الأنباء».
هما صفحتان جديدتان مستحدثتان في جريدتنا «الأنباء»، يقوم بإعدادهما د.طارق البكري، ذلك الأديب المبدع في عالم الطفل الذي بدأ افتتاحيته باستراتيجية محددة لهاتين الصفحتين والدعوة لأطفالنا بالمشاركة في هذه المساحة التي خصصتها لهم «الأنباء»، وبالفعل نجد أن أسرة التحرير ومعد الصفحة حرصوا على أن تكون الافتتاحية واقعا مقروءا، من أول عدد لها، فقد شملت الصفحتان كلا من مقالة تحمل عنوان «صحافية المستقبل» كلمات تكتب بأنامل أطفالنا، نعرف من خلالها ما هو عالمهم وما يريدون من مستقبلهم، تلك الإبداعات والمواهب الصغيرة مع الوقت تنمي في أطفالنا ما هي الصحافة؟ وما هي حرية الكلمة والرأي؟ وبعد انتهائي من المقالة اتجهت لقراءة المعلومة العلمية التي تميزت باحترام عقلية الطفل وتقديم كل ما هو جديد من العلم لهم، وانتهت الصفحة الثامنة عشرة بقصة تحتوي على معلومة من خلال شخوص من أنماط مجتمعنا غير مستحدثة وبعيدة عن الأنماط الغربية، فحكايتنا تحمل الطابع العربي من حيث الشخوص والملامح تحاكي أطفالنا لتغرس فيهم الهوية العربية، ومن ثم انتقلت للصفحة 19 التي امتازت بالتراث الكويتي وتاريخها من خلال تعريف بعض المفردات للهجة الكويتية، وذكر بعض المعارك للكويت، بجانب هذا إبراز بعض المواهب الطفولية وابتكاراتهم في ميادين كثيرة، هذا يعطي حافزا للأطفال أن يثابروا ليصبحوا براعم في «أطفال الأنباء» وتنتهي الصفحة باللعب والتسلية من خلال التركيز وقوة الملاحظة وإخراج من الصورة الكرتونية الأخطاء العشرة، وأخيرا نوادر جحا تلك الشخصية العربية التراثية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بين المجتمعات العربية من خلال نوادر جحا ومواقفه.
كانت قراءة ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه، بل جعلتني أقترب من الطفل، جميل أن نتذكر أطفالنا على الدوم وأن نخصص من وقتنا بعض الساعات لهم لنسمع آراءهم من خلال قراءات كلماتهم التي قد تكون بسيطة، ولكن الاصدق في المعنى، واليوم ونحن نبارك لـ «الأنباء» لكسر القيود وجعل أطفالنا يناصفوننا في عالم الصحافة والحريات وفنون الثقافة، وتصبح لهم بصمة تدوي أرجاء العالم العربي ويصبحون مشاركين في رسم مستقبلهم من خلال أفكارهم وكلماتهم المكتوبة في «أطفال الأنباء».
٭ مسك الختام: أرفع القبعة لكل من شارك وأسس «أطفال الأنباء» مع الأمنيات في المستقبل بأن تكون جريدة أسبوعية ولا تقتصر على صفحتين.. عساكم على القوة.
Nermin-alhoti@hotmail.com