د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

المساج السياسي


ما نعلمه أن المساج هو عملية تدليك للجسم عن طريق الضغط على الجسد وتحريك العضلات والأوردة بطريقة معينة لإنعاشها وتحريك الدورة الدموية فيها، ذلك هو أساس تلك العملية التي تعددت من خلالها الكثير من الطرق، وأصبحت بعض الدول تمتاز بفنون المساج من حيث الأداء والأدوات المستخدمة له، ومع التطوير والإبداع نجد أن المساج أصبحت له أنواع متعددة وعلم من علوم الرياضة وعلم النفس وغيرها من العلوم الطبية، فأصبح لا يقتصر فقط على الجسد بل على الذهن أيضا، ومن هذا وذاك نجد أننا في تلك الآونة أصبحنا بحاجة إلى مساج سياسي أيضا، قد يسأل البعض كيف؟ وقد يندهش الآخرون متسائلين: ما الطريقة؟ ومن منطلق التفاؤل نطرح فكرتنا التي تنبع من روح الفكاهة السياسية، فكاهتنا تستمد أضحوكتها من العملية المساجية التي تتم بين طرفين، ولكن مساجنا السياسي يختلف من حيث الشخوص والطريقة المؤدية له، فما قمنا بذكره في السابق أن عملية المساج تقوم بين كل من المؤدي والمؤدى له، من ذلك المنطلق استوحينا فكاهتنا بأن يكون المؤدي ممن يمتلكون زمام الأمور السياسية في مجتمعاتنا العربية، والمؤدى له يتمثل في القضايا الداخلية والخارجية للوطن العربي، أما عن الطريقة فهي حتمية الوقت الراهن بأن نمتلك مؤدين سياسيين مبدعين ومبتكرين في فنون التدليك السياسي والتحليل والتفكيك لقضايا المجتمع لينعشوا المؤدى له وهي القضايا المتراكمة منذ أزمنة، ومن خلال الضغط والتحريك للمؤدى له بأدوات قاطعة وجذرية وإيجاد حلول لها تعطي لنا انتعاش المجتمع وتحريك الدورة الدموية للوطن العربي وصفاء ذهن المواطن، ذلك هو المساج السياسي الإيجابي الذي يفتقده الوطن العربي، فما نمتلكه هو التدليك السلبي البدائي إلى أن أصبح الجسد العربي جثة هامدة ينتظر من ينعشه ويحرك به دورته الحياتية قبل الدموية، لأننا أصبحنا أوطانا تمكث بها أجساد هامدة تنتظر المساج السياسي.

مسك الختام: شر البلية ما يضحك.

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا