د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

بدون عنوان


ما نعيشه في تلك الفترة لا نقدر أن نطلق عليه أي مسمى، ولا نمتلك أن نقوم بتصنيفه تحت أي مسمي غير «بدون عنوان»، قد نمتلك الأمل ولكن كلما نتبع التفاؤل في طريق نجد الطرقات التي كنا نتبعها أصبحت في نهاية المطاف «وهما » مع العلم أننا عندما بدأنا به كان يحمل مسمى ولكن للأسف ما كنا نطمع إليه كان سرابا وليس عنوانا.

ذلك هو واقعنا له بداية وعندما نصل إلى الوسط تنتهي الحكاية بنا إلى الفاجعة بأن لم يكن بالأساس عقدة لواقعنا، نسمع ونقرأ ولكن على أرض الواقع ما نشاهده سراب، جسور تبنى ومبان شاهقة تعلو ولكنها كمدينة الأشباح لا تمتلك الشخوص التي تسكنها.

قد يظن البعض أنني أرى واقعنا بنظرة تشاؤمية ولكن التجربة خير برهان على ما أقوله وتجربتي قامت على أساس مسرحي، وما الدنيا إلا مسرح كبير «الله يرحمك يا يوسف وهبي» المهم بدأت تجربتي عندما قدت سيارتي وأخذت أتجول في شوارع الكويت وإذا ما أراه غير جسور جديدة ومبان شاهقة كل هذا جميل وجيد ولكن عقدة مسرحيتنا لم أجد من يفكر بها؟ فعقدتنا تشمل الكثير من احتياجات المجتمع غير الجسور والمباني، فالمواطن بحاجة إلى مستشفيات ومدارس وجامعات كما نص دستور الكويت في الكثير من مواده الدستورية بتوفيرها للمواطن ولكن أصبحت احتياجاتنا بوجهة نظر الآخرين تكمن بالجسور والمباني السكنية «الله يعز المناقصات وأجندات بدون عنوان».

بالأمس كانت عقدتنا تقتصر على المطالبة بالمدارس والمستشفيات والجامعات الجديدة والتي تحمل أفضل التقنيات واليوم وصل بنا الحاضر وأصبحت عقدتنا وتيمة مسرحيتنا تشمل الكثير من احتياجات الفرد وأصبحت مسرحيتنا بدون عنوان، وأصبح الفرد لا يعلم ما هي واجهته التي يقوم بالدفاع عن حقوقه من أجلها، أصبح الفرد يلهث وراء الكثير من احتياجاته إلى أن وصل به الأمر بأن يتأقلم بالسراب المفروض عليه، فتلك هي استراتيجيتهم وذاك هو خططهم المستقبلية للأجيال القادمة مجتمع بدون عنوان.

مسك الختام: الله المستعان.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا