في الماضي عندما كنا نتردد على أرض الكنانة كانت تلك الجملة «أين تذهب هذا المساء» نشاهدها على الدوم على التلفاز المصري، وكانت بالفعل تعطي لنا معلومات كسائحين عن الأماكن التي يمكننا التوجه إليها دون عناء، وإذا نظرنا في الجانب الغربي نجد في كل دولة أجنبية صحيفة مختصة بهذا، ولا تقتصر فقط على الأماكن بل نجد البعض منها يقوم بالتحليل لبعض العروض وإعطاء الاقتراحات للمساعدة في الاختيار للشخص ليسهل عليه اختيار وجهته المراد الذهاب لها.
من تلك الأفكار نجد أن جميعها تنصب في إناء واحد وهو الإعلام وليس الإعلان كما يعتقد البعض، فالإعلان يكون مدفوع الأجر للدعاية المنفردة، أما ما نسلط الضوء عليه اليوم هو دور الإعلام وإظهار أماكن الترفيه والثقافة والفنون للمجتمع، فكثير من العروض الفنية والثقافية تقام على أرض الوطن ولا نعلم أو نسمع عنها إلا بعد انتهائها من خلال بعض التغطيات الإعلامية لها، فنعلم أنها قد قامت وانتهت ومن هنا نسأل: أليست تلك الأنشطة مقامة للمجتمع وتثقيفه وترفيهه لهم للارتقاء بالذوق العام؟ وتبدأ سطورنا من سؤال على صفة اقتراح: لماذا لا يقوم الإعلام بإظهار أنشطة الدولة مسبقة، على سبيل المثال لا للحصر نعيش في تلك الفترة انشطة مهرجان القرين الثقافي، لماذا لا يقام قبل بدء ذلك المهرجان برنامج توضيحي عن تلك المناسبة وما سوف تحتويه من انشطة؟ وماهية الانشطة؟ وتعريف الضيوف والفرق للجمهور؟ تلك التعريفات تعطي للمتلقي نبذة عما يقدم له وتعطي له حافزا لكي يحرص على الحضور، بل عندما نقدم له أكثر من اختيار يستطيع أن يجد من خلالها ميوله والذهاب لما تستهوي اهتماماته، لكن ما يحدث في مجتمعنا وكثيرا من المجتمعات الخليجية والعربية «اعلام المفاجأة» وهو ما يحدث ونسمع دويه بعد ذلك عن طريق الخبر الإعلامي.
ذلك هو إعلامنا الذي اصبح يقتصر على جمل معينة وهي: افتتح وحضر وقام وأصبح مجردا من كلمات سوف ونستقدم ويزور، أصبحت الجمل تبنى على الماضي وما نطلبه برامج وأخبارا تبنى عن المستقبل، لا نريد إعلاما في خبر كان بل نريد «أين تذهب هذا المساء»؟
مسك الختام: جميل من يصرح بالضبط والربط في إعلامنا ولكن الأجمل بأن نمتلك ثقافة الإعلام التي تبدأ بثقافة اللغة العربية.
Nermin-alhoti@hotmail.com