د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

نسمات ثقافية

لم تكن نسمة منفردة بل كان الأسبوع الماضي بالنسبة لي جرعات ثقافية مكثفة ملأ عبيرها القلب قبل العقل، بدأ الأسبوع الثقافي من حيث انتهينا ففي يوم السادس حضرت القداس لمولد السيد المسيح في الكنيسة القبطية المصرية حيث امتاز الاحتفال بثقافة الحضارات والأديان وامتزاج جميع الفئات والأديان تحت سقف واحد يشاركون إخوانهم المسيحين في اعيادهم تلك هي ثقافة الشعوب المتحضرة التي لا يدركها إلا القليل ممن يمتلكون ثقافة الأديان والحمد الله أن دستور الكويتي يمتلك تلك الثقافة كما نصت مادة (35).

وفي اليوم التالي بعد انتهاء محاضرتي في أكاديمية الهيئة العامة للشباب والرياضة قام أحد الطلبة المتميزين عندي وهو سعود سلطان الهندال بإهدائي نتاجه الأدبي الذي يحمل عنوان «رواية عازف الكراتيه» لم أفاجأ بأنه يمتلك القدرة على كتابة الرواية، لأن من أول يوم دراسي قمت بالاطلاع على أسلوبه من خلال الواجبات التي كنت أطلبها من الطلبة حيث كان سعود طالبا متميزا بما يمتلكه من ملكة أدبية بأسلوبه في الكتابة وبالفعل ها هو اليوم يثبت تميزه بأن تكون له بصمة في المستقبل في فن الرواية، «عازف الكراتيه» تمتلك شخصيات ذات عمق بأبعادها الثلاثية والحوارات حيث كتبت بأسلوب انسيابي ومع هذا كان الربط بين اللوحات الـ(21) حيث ان كل واحدة تنفرد بمذاق أدبي معين، وبالرغم من ذلك التنوع إلا أن الربط أراد بعض التعمق من الكاتب وإذا كان هذا أول نتاجه الأدبي فانه يعد انجازا أدبيا متميزا يضع في عين الاعتبار ان له مستقبلا أدبيا مزدهرا إذا استمر على هذا النمط الروائي مع تجاوز الملاحظات في روايته الأولى.. ما نقول له غير: «ألف مبروك».

تلك كانت بعض النسمات الثقافية التي داعبت مشاعرنا الأدبية والفنية وختمت باحتفالية الفرقة الأكاديمية للموسيقي العربية التراثية والحديثة والإنشاد الديني «أم كلثوم» تلك الاحتفالية التي حملت نسمات النيل لتأتي للكويت بنسمات تحمل الكثير من العبير المعطر بعبق الماضي الجميل، لا أمتلك الكثير من السطور لكي أكتب عن جماليات تلك الاحتفالية سواء في فن الأداء المتميز وما حملته طبقات الصوت من ابداعات كل على حدة ممن أدوا فقراتهم الغنائية التي حملت بينها الكثير من الذكريات الجميلة في نفوس الحاضرين، ولن ننسى المبدعين ممن ابدعوا في العزف سواء أكان منفردا أم جماعيا كانت أوتارهم وإيقاعاتهم تعزف على أوتار القلوب والذكريات حملت الأنفس في أجواء لا تنسى بل تركت بصمة من الماضي في الحاضر.

مسك الختام: قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

لن تستطيع سنين البعد تمنعنا

إن القلوب برغم البعد تتصل

لا القلب ينسي حبيبا كان يعشقه

ولا النجوم عن الأفلاك تنفصل

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا