قنبلة سينمائية قام بتوليفها كل من راج كومار هيراني وعامر خان اللذين قاما باستقطاب فكرتها من «سلطة واحدة» للكاتب الاسترالي برايس كورتيناي، تلك القنبلة عندما انفجرت سينمائيا أحدثت الكثير من الضجة الدينية في كثير من بلدان العالم عند عرض الفيلم، قبل التحدث عن ذوي الانفجار نستعرض لكم في سطور مبسطة أحداث الفيلم التي تكمن في قصة بسيطة الأحداث، ولكنها تحمل المغزى الديني العميق، يبدأ الحدث الدرامي عندما يسرق من البطل، وهو «المحور الأساسي لأحداث الفيلم»، الجهاز الذي يعيده لكوكبه، ويقوم بالبحث عن المساعدة لاستعادته، ويجد الكل يجمع على أن الرب هو الوحيد الذي يقدر على مساعدته، ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن الرب لاستعادة ما فقد منه، ومع البحث والتنقل من دين إلى دين ومن مذهب إلى مذهب يكشف لنا أن الأغلبية ممن يبيعون الدين من أجل الربح ما هم إلا كاذبون يقومون ببيع الوهم للفقراء لفرض قوتهم والسيطرة عليهم، أما الأثرياء فيسلبون منهم المال من أجل أن يجعلوا بركة الرب تكون لهم بمفردهم فقط، ذلك هو مختصر الفيلم والذي تكون حصيلته الفكرية هي «ادفع تنال بركة الرب». تلك كانت فكرة الفيلم في سطور مبسطة والتي قامت من خلالها أحداث الفيلم التي تصل بنا في النهاية إلى الضرب على وتر معاش «بيع الدين» من أجل السلطة والمال، ذلك المفهوم الذي ضرب أرجاء العالم وجعل الكثير ممن يبيعون الدين من أجل الوصول الى السلطة والمال يثورون ويغضبون على عرض الفيلم ويطالبون بوقفه.
ومن هنا نبدأ من الضجة والثورة على كشف الحقيقة، فكل من اعتلى منبرا ومسرحا، وهاجم أحداث الفيلم، نسأل: لماذا؟ أليست تلك هي حقيقة أغلبية البعض الذين أصبحوا فقهاء في أمور الدين وهم لا يمتلكون أسس الفقه؟
P K خاطب الكثير من المذاهب، وكشف العديد من الطقوس التي يقوم بها البعض من أجل الحصول على البركة، ومن هذا وذاك يبقى الفرد الذي ينتهي به الأمر إلى أنه لا يحصل على البركة رغم الدفع والجهد فقط ينتهي به الأمر إلى أنه يصبح أحد تابعي المهيمنين باسم بركة الرب، تلك هي الحقيقة التي لا نريد مواجهتها، فإذا قمنا بالبحث مثلما قام الكاتب بصياغتها لنا نجد أن ما كتبه من سطور قام بتجسيدها ممثلوه كان حقيقة واقعنا، فكم من مذاهب وأديان نسمع عنها جديدة تقوم بمبدأ واحد «بركة الرب» سواء كانت نيل الشهادة مثل مبدأ الإرهاب، أو بركة المال والسلطة «ادفع لتأخذ الأكثر»، وغيرها من أمور نسمعها ونشاهدها على مدار يومنا، وللأسف لا نتعمق فيها فكريا ولا نقوم بمواجهتها إلى أن وصل الحال بنا إلى وجود الأغلبية التي تتسلق باسم «بركة الرب».
مسك الختام: إن الله قريب لا يحتاج وسائط بينه وبين عبده، تذكروا كلمات الله- عز وجل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ـ البقرة: 186).
Nermin-alhoti@hotmail.com