مع نهاية عام 2014 كانت حصيلتنا أننا افتقدنا كلمات الحب والوفاء، بمعنى أبسط وأسهل عندما قمت بعمل حصر على الكلمات التي أصبحت تستخدم في حواراتنا أيا كان الحوار سواء على الصعيد العاطفي أو العائلي أو المهني وجدت ان لغة التواصل والحوار بين الأفراد أصبحت عنيفة لا تحمل المشاعر بل أصبحت حروفنا تنبع من أرصدة جمل التهديد والوعيد، فإذا نظرنا ودققنا في جملنا اليومية نجد أن الأغلبية فقدت الكثير من الجمل التي كانت في الماضي تتوج حديثنا مع الآخر على سبيل المثال لا للحصر من الجمل التي اندثرت مع الأيام في حوارنا مع الآخر:
من زمان ما شفناكم، ولهنا عليكم، أنتم بخير، بالسلامة إن شاء الله، الله يحفظك.
وغيرها من العبارات التي غابت شمسها مع التوتر السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أصبحت صفة لمجتمعاتنا، ذلك التوتر الذي صبغ على مجتمعاتنا وجعل منه شعوبا تفقد المشاعر الإنسانية وتفقد لغة الحب، فإذا دققنا في كتب الشعر والروايات والقصص الجديدة نجد أغلبيتها تخاطب العنف والدمار، هل هذا يعني أن زمن الرومانسية قد انتهى؟
ان الأزمنة لا تنتهي بأيديها بل نحن بني الإنسان من نقوم بإنهائها، فلماذا نميت المشاعر الإنسانية في نفوسنا؟ ولماذا نقتل الحب في قلوبنا؟
في الماضي في عصور الحضارات كانت شعوبها لا تقتل ما يفيد لبني الإنسان بل كانوا يقومون بتطويره للاستفادة منه، بغض النظر على حروب وصراعات الحضارات السابقة إلا أننا نجد في تقدمهم وتطويرهم سمة الحب غالبة على عصورهم وهذا ما وجدناه عندما قرأنا أشعارهم وأحببنا رواياتهم التي كانت تتمتع بسمة الحب، أما اليوم فما نجده من شعر وقصص وروايات جميعها تنصب في القتل والعنف وغيرها من وسائل المصطلحات قتلت الحب في مجتمعاتنا، وهذا ليس نابعا من أفراد بل هي سياسة نظم وأنظمة دولية قتلت المشاعر الإنسانية لتجعل من حضاراتنا بلاحب.
مسك الختام: قال ابن زيدون
غريب بأقصى الشرق يشكر للصبا
تحملها منه السلام إلى الغرب
وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها
سلام هوى يهديه جسم إلى قلب
Nermin-alhoti@hotmail.com